لعبِة صلح بالمكشوف
كتبها الفنان شفيق بطرس الاثنين, 06 ديسمبر 2010
المعروف عن لعبة صَلَحْ أن يكون أحد المشاركين واقفاً ويغطى جانب وجهه بكف يده ويعطى ظهره لباقى المشاركين فى اللعبة لكى ل ا يراهم ويُعَرِض كف يده الأخرى لهم من تحت ذراعه بحيث يكون الكفان فى جانب واحد من الجسم ويقوم أحدهم بضربه على كف يده الأخرى والتى يعرضها لهم وبعد الضربة عليه بمواجهة الاعبين وعليه أن يتوقع من منهم قد ضربه واذا كان توقعه خطاءاً وفشل فى معرفة ضاربه فيعاود الوقوف مرة أخرى فى نفس الوضع وظهره للاعبين ، وإذا نجح فى معرفة من ضربه فيكون على هذا الشخص أن يأخذ مكانه ويعطى ظهره للاعبين وينضم اللاعب الذى كانوا يضربونه لفريق الذين يقومون بالضرب وهكذا ، وأظن أن أغلبنا يعرف ماهى قواعد لعبة (صَلَحْ) والتى كنا نلعبها فى الحدائق والأندية ، وأظن أن مصر الآن كلها بكل مؤسساتها السياسية والدينية تلعب لعبة صَلَحْ هذه ولكن بالمقلوب أى بالمكشوف بحيث يكون الضارب مواجهاً للمضروب وجهاً لوجه وأصبح الضرب علنى وبدون مدارة ولا تمويه،وهذا ما أكدته ( ميشيل دِن) الباحثة بمركز ( كارنيجى) الأمريكى للسلام،عندما تحدثت عن الأنتخابات البرلمانية الأخيرة وقالت : أنها أنتخابات مُبهمة وفوضوية، ومعها أقول أن الحكومة المصرية هى والحزب الوطنى قد لعبوا لعبة صَلَح مع المُرشحين ومع الشعب على المكشوف وجهاً لوجه وبدون مدارية، فتُنَجِح مليشيات النظام مٌرشح الحزب الوطنى علنى وتزور تذاكر الأنتخابات فى قلب اللجان وفى حماية رجال أمن الدولة والمخابرات، حتى أن الحزب الوطنى يرشح (الغول) وهو المعروف للجميع أنه المُحرِض على قتل شهداء الكنيسة القبطية بنجع حماد ليلة عيد الميلاد الماضى وهو المعروف بإجرامه وتزعمه لعصابات مارقة ومنتهكة كل القوانين عينى عينك وبكل تبجيح وتبجُح، كذلك يتم ابعاد الأقباط أصحاب الأصوات الحرة مثل مارجريت قلينى وكذلك الدكتوره مني مكرم عبيد مرشحة الوفد علي مقعد الكوته بمحافظة القليوبية حيث صرحت بأنه تم اسقاطها رغم تفوقها الكاسح في الانتخابات لأسباب طائفيةلكونها قبطية موضحة أن الحزب الوطني به جناح متشدد اكثر من الاخوان المسلمين أنفسهم،ويتم تزوير للأنتخابات علنى وفى عِز الضُهر لإسقاط منير فخرى عبد النور فى مسقط رأسه بالصعيد لينجح منافسه المسلم وكذلك الضرب والتخويف لكل من لا يسجد للصنم القابع على رأس النظام وحزبه الحاكم ، وفى علنية مُطلقة يتم رفض الحكومة لأى لجان دولية لمراقبة الأنتخابات وبدون ابداء أى سبب للرفض، وكذلك توجيه قوات خاصة من بلطجية الأمن والحزب الوطنى لمنع أى مراقب من القضاة من التواجد فى لجان التزوير الوطنى للأنتخابات البرلمانية ليتم استبعاد كل من هو مُعادى ومُعارض للنظام وكل من قال كلمة صدق وتم إقصاء مرشحين الأخوان والوفد وكل أحزاب المعارضه ماعدا كل من قصوا مخالبه وكسروا أنيابه وخدروا ضميره، ونرى من الجانب الآخر يقوم النظام بالضرب على المكشوف وتوجيه غزوة بربرية من رجال الأمن المركزى والداخلية وفتح النار بالذخيرة الحية وقنابل مسيلة للدموع وطلقات خرطوشية قاتلة تتكون من مئات من البللى المُدمر للعظام والأنسجة كل هذا فى مواجهة شعب كنيسة الطالبية بالعمرانية بالجيزة، شعب أعزل من أى شىء كل ذنبهم وجريمتهم القيام ببناء دور للعبادة أو دار للخدمات أو كنيسة ، ومهما أختلفت المُسميات ومهما كانت بتصريح او بغير تصريح للبناء لا يكون هذا هو عقاب شعب أعزل دخلوا عليهم فى حملة بربرية شرسة لم يفعلوها مع العدو الأسرائيلى على الحدود المُخترقة فى سيناء، وفى منطقة الغالبية العظمى من مبانيها وأبراجها مبنية بدون تصريح بناء ومخالفة للمواصفات العمرانية، وكان رد فعل الكنيسة شعباً وقيادة أيضاً بنفس قوانين لعبة (صَلَحْ بالمقلوب) وعلى المكشوف والعلنى فقد واجه القبطى المنتهك الحقوق قوات مُدججة بالسلاح ومحمية بالخوذات والدروع ، واجههم الشعب القبطى أطفالا ونساءاً ورجالا من الشباب والكهول بكل جسارة وبكل شجاعة أذهلت العالم أجمع، فقد مللنا الخنوع ومللنا الذُل والسكوت ومللنا لعبة صَلَح العادية ، أيضاً أعلن سيدنا البابا شنودة الثالث بكل شجاعة أنه لا وجود للأعتذار ولم يعتذر أحدا من رجال الكنيسة لمحافظ الجيزة أو مدير الأمن ، وكيف يتوقعون من المجنى عليهم ان يعتذروا للجانى !!!ولماذا؟ وكذلك أعلن سيدنا أنه لا وجود لمن يُدعى نفسه ممثلاً للبابا ومتحدثاً عنه ولا يمثله أحد من رجال الأعمال من أغنياء الأقباط، وفى تكملة للعبة صَلَحْ الجديدة وجهاً لوجه ذهب سيدنا الى لجنة الأنتخابات ولم ينتخب نائب الحزب الوطنى كما هو كان فى كل الأنتخابات السابقة وأنتخب ممثل الحزب المنافس وهو رامى لكح ليكون اللعب على المكشوف أيضاً، وقد عقب أحد المفكرين المسلمين المُنصفين قائلاً:أن تصويت البابا لمرشح الوفد يُعَد سابقة إيجابية، وجريئة، وتطور تاريخي في تاريخ الكنيسة، حيث أن البابا شنودة بهذا الفعل أعلن خروجه عن عباءة الحزب الوطني الحاكم، حيث أن البابا كثيرًا ما سلك مسلك المُهادنة مع الحزب الحاكم بدون أى فوائد ولاشكر ولا عرفان بالجميل ، وقال أيضاً أن قداسة البابا أرسل بهذه الخطوة رسالة قوية للنظام غير مباشرة، ليعلن عن سخطه عليهم، والسؤال الآن هو هل دخل المجتمع الدولى مع النظام المصرى الفاسد فى نفس اللعبة وذلك بعد تسريب معلومات ( الويكيليكس) ؟ أو أن العالم كله الآن قد مَل التغطية والمدارة وإعطاء الظهر للضارب وفَضَل المواجهة وأصبح الجميع فى هذه الأيام العصيبة يلعب لعبة ( صَلَحْ بالمكشوف ) ...... شفيق بطرس.
موضوع: لعبِة صلح بالمكشوف كتبها الفنان شفيق بطرس 
الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 4:14 am
