حقيقة إرهاب الدولة للأقباط
كتبها نسيم عبـــيد عوض الخميس, 25 نوفمبر 2010
بعد أن حصل شعب الإخلاص بالعمرانية – محافظة الجيزة – على ترخيص بناء كنيسة , وبعد ان توفرت لهم الإمكانيات المالية , بدأو فى بناء الكنيسة , ومعهم كل التراخيص والموافقات على البناء , وبالفعل كان قد أقترب البناء من وضع اللمسات الأخيرة وبناء القبب , وعندما ظهر البناء شامخا , ووضح للجميع وجود مبنى للكنيسة اقترب ظهور رجال أمن الدولة لعرقلة إستمرارية البناء , وفى البداية وحول موضوع السلم وموافقته للمواصفات , طلب
الأمن من الكنيسة التقدم لإدارة الحى ثم المحافظة لإعادة دراسة التراخيص لبناء الكنيسة , ولكن شعب الكنيسة – العذراء والملاك – نام حول كنيسته بالآلاف وأصروا على تكملة البناء , لانهم يبنون بيتا للرب يصلون ويتعبدون لله. وليس مكانا منافيا للآداب كما قال أحد شعب الكنيسة.
قام السيد محافظ الجيزة والذى أثبت تعنته وتعصبه الأعمى بإتخاذ قرارا غبيا لا يصح أن يصدر عن حاكم لمحافظة كبيرة مثل الجيزة , وأصدر أوامره لتدخل الأمن ولو بالقوة لوقف البناء , دون أن يحسب لأى عواقب , والمفهوم عند سيادته أنهم أقباط , لا حول لهم ولا قوة , وكان بمقدورة وفى منتهى الهدوء أن يطلب إلإجتماع مع جميع الأطراف المعنية من شعب الكنيسة ومسئولى الحى ودراسة الموضوع بهدوء للتوصل لقرار يرضى كل الأطراف , ويستكمل بناء الكنيسة , ولكن لعنجهيته الإرهابية , تدخلت قوات الأمن المركزى وحوطت المنطقة , وهاج الشعب القبطى على قوات الأمن ودخلوا معهم فى مقاومة حتى لا يدخلوا الكنيسة , وكانت النتيجة أن إقتحمت قوات الأمن بأسلحتها داخل الكنيسة وأعتدوا على شعبها ضربا وبقنابل مسيلة للدموع , وقبضوا على المئات , وسقط شابا قتيلا برصاص الشرطة , ومازالت القوات حتى وقتنا هذا تحوط المنطقة مدججة بالسلاح وعصاة التهديد. وفى المقابل شعب الكنيسة مازال فى الشوارع مستعدا للتضحية والإستشهاد.
لقد قصدت أن أشرح ماحدث بالتفصيل حتى يكون أمام القارئ والرأى العام صورة واضحة لما حدث , أطراف النزاع رجال أمن الدولة وشعب الكنيسة القبطى , لم يكن هناك فتنة طائفية , لم يحدث إحتقان لأن شعب الكنيسة كان كل همة بناء كنيسة يعبد فيها الله خالق الكون , فى سلام وإطمئنان فى حماية الرب يسوع المسيح, , لم يكن هناك سلاح داخل الكنيسة يدافع به الشعب عن نفسه كما أدعى المدعون , بل كانت حجارة المبنى هو سلاحهم الوحيد , لم يكن هناك خطاب دينى مسلم أو مسيحى أشعل نار الفتنة , لم تكن هناك فضائيات قبطية أو إسلامية , ولم يكن هناك شحنات إعلامية تخاطب الغوغاء لإحراق وإلهاب الناس ضد الأقباط , كان طرفين فقط الدولة وقوات أمنها , وشعب الكنيسة , وكان حوار رجال الأمن هو الإرهاب والتعذيب والضرب , والإهانات , والقبض بتعسف شديد ضد الأقباط , ليعلم العالم أجمع والرأى العام , أن صانع الإرهاب ضد الأقباط هو الدولة بكل أجهزتها , أن المضطهد للأقباط هو حكومة مصر وقياداتها , أن الذين يسمحون بالتظاهرات ضد الكنيسة , والذين يشعلون الحماس ضد الأقباط والكنيسة , هم الدولة متمثلة بكل أجهزتها التنفيذية , كانت مشكلة كنيسة القديسة العذراء مريم والملاك ميخائيل يمكن حلها بقرار إدارى , ولكن الفكر الإرهابى لمحاظ الجيزة وبعد تلقيه الأوامر من أسيادة , دفع برجال الأمن للإعتداء على الشعب بكل قساواته المعروفة للجميع ,
وما الذى حدث فى قرية النواهض –مركز أبو تشت- بقنا منذ أسبوع مضى ماهو إلا صورة واضحة أن رجال الأمن أغمضوا عيونهم عن حرق المسلمين لبيوت الأقباط , ولم تكن هناك أيضا فتنة طائفية ولا مبنى كنيسة , بل إشاعة مغرضة , وخرج أمن المنطقة ليترك للمسلمين الحرية فى الهجوم على بيوت الأقباط.
ومن يستطيع ان يقول ان أمن الدولة لم يكن على علم بالذى سيحدث للأقباط .
الأقباط غير محميين من المسؤلين عن حمايتهم , الأقباط تحت حصار إرهاب الدولة وحكومتها ضدهم , وهى بكل أجهزتها وجبروتها قادرة على الردع والأمن لكل المواطنين بدون تفرقة , ولكن بعد هذه الحوادث , وبعد أن كتبنا مئات المرات ,قلنا أن اللعبة الإرهابية هى لعبة الدولة قيادة وأجهزة , والمحرك للعرائس لتشعل الفتن فى الوقت المناسب أصبح جليا الآن , أمن الدولة ,,وعدم تحقيق العدل فى القضاء , وكل هذا من قيادة الدولة وجهازها الأمنى.
والمطلوب الآن وقد سقطت الأقنعة واضحة عن وجه الدولة الإرهابى ضد الأقباط , ولأسباب كلها فى مقابل تمسكها بالحكم , والإستمرار على كرسى الرئاسة , أولا كما سبق وكتبنا على هيئات حقوق الإنسان فى مصر والعالم أن تتوجه لهيئة حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة لإرسال مندوبيها لمصر وأماكن الأقباط و تقصى الحقائق عن دور الدولة فى إرهاب الأقباط , وتهور حالتهم الأمنية , وكذلك على جميع منظمات الأقباط فى الخارج بالتوجة الى محكمة العدل الدولية وتقديم ملفات الإضطهاد والقتل والسلب والتدمير والحرق و وخطف البنات والسيدات من الشوارع وإجبارهم على الإسلام تحت إشراف رجال الأمن, , وتقديم ملفات قيام الدولة بأجهزتها بالإرهاب ضد الشعب القبطى و‘هدار حقوقهم المسلوبة. ثانيا على الشعب الإستمرار فى المقاومة وبناء الكنائس لأن الدستور أعطانا حرية العقيدة والعبادة ولم يمنعنا من بناء الكنائس, والتحوط لكل ألاعيب الدولة لإحداث الفتنة بينكم وبين جيرانكم المسلمين.
ثالثا على قيادتنا الكنسية أن تقف بكل حزم هذة المرة وتعلن بكل وضوح عن تهاون الدولة فى حماية الأقباط , وطلب إحقاق الحق والتعويض الكامل لهم وليست الكنيسة مسئولة عن تعويضهم لكنها الدولة التى سمحت بهذا التدمير . والقبض على المتهمين وعقوبتهم العقوبة القانونية التى يستحقها أى مجرم فى هذا الوطن,
وعلى الشعب القبطى أن يخرج بالكامل يوم الأحد ويذهب الى أماكن الإنتخاب ,ويدلى بصوتهبكل حرية , مع عدم إنتخاب أى عضو من الحزب الوطنى لأن رئيس الحزب هو المخطط لتهميش الأقباط والسماح بحصارهم وإرهابهم , وإعطاء صوتك الإنتخابى لكل قبطى بغض النظر عن الحزب المرشح عنه , ليعرف الحاكم أن صوتكم له قيمة وصادق فى إنتخابة ولا مجاملة لأى أحد .وليعلم الجميع أن وطننا مصر هو داخل عيوننا , سنظل نشارك فى بنيانه وتضميد جراحاته من كل متعصب بغيض كاره لحقوق الإنسان وغير محب لإله السموات والأرض, لأن جذورنا ممتدة حتى أعماق أعماق تربة مصر الحبيبه والتى نعشقها جميعنا, والذى سيعيش علية أولادنا واحفادنا حتى نهاية الأيام. يوم ان يدين الرب المسكونة بالعدل ويعطى كل واحد حسب أعمالة.