كتاب القديس أثناسيوس الرسولي والفكر الإنجيلي - القمص تادرس يعقوب ملطي الروح القدس
يدافع عن لاهوت الروح القدس في رده على الأريوسيين القائلين بأنه مخلوق أقل من اللوغوس. كما كتب أيضًا عن الروح القدس في أربع رسائل وجهها إلى الأسقف سيرابيون.
لاهوتياته بخصوص الروح القدس هي بعينها كلاهوتياته عن المسيح. يلزم أن يكون الروح القدس هو الله، لأنه لو كان مخلوقًا ما كنا ننال شركة مع الله فيه.
1. يقول: [إن كنا بشركة الروح صرنا "شركاء الطبيعة الإلهية" 2بط4:1... فإن طبيعته هو الله[45].]
2. يعلن القديس أثناسيوس عن عمل الروح القدس في حياتنا. إنه ينبوع التقديس الحقيقي، به نتقبل المسحة والختم لنكون شركاء المسيح، شركاء في الطبيعة الإلهية. خلال المعمودية والمسحة ننعم بالعضوية في الكنيسة به.
الروح القدس هو الذي يعين الأساقفة ليرعوا قطيع الله.
3. بالروح القدس نثبت في الله: [خارج الروح نحن غرباء وبعيدون عن الله، وبشركة الروح نصير مُمسكين في اللاهوت، حتى أن وجودنا في الآب ليس منا بل من عند الروح الذي فينا ويسكن فينا.
. فبالاعتراف بالحق نحفظه فينا، وكما يقول يوحنا: "من اعترف أن يسوع هو ابن الله، فالله يثبت فيه وهو في الله" (1يو15:4)[46].]
في صراعه ضد الهراطقة كان هدفه واضحًا، إذ كان يتوق إلى خلاص حتى الهراطقة. يقول عنه كواستن: [بالرغم من مقته الشديد للخطأ، وعنفه في مقاومته، فقد كان يتحلى بسجية يندر وجودها في شخصية كهذه، إذ كان قادرًا وسط حمية المعركة أن يسامح ويلاطف الذين ضلوا بنية صالحة[47].]
يقول: [عمل الدين ليس الضغط بل الاقناع[48].]