دوائر الموت
دوائر الموت اللذي وضعها التيار القومي البعثي الصدامي لقتل الهوية العراقية "ويسدل الستار على أقذر مسرحية شهدها تاريخ العراق"من مقال الدكتور سيار الجميل حولمذبحة كنيسة النجاة إستوقفتني هذه الجملة في نداء سيار الجميل. هل ما يحدث في العراق هو أقذر مسرحية شهدها تأريخ العراق...أم هي ملحمة ...تكتب بدماء جميع فئات الشعب العراقي من طفله الى إمراته الى رجاله من شيبه الى شبابه من مسلميه الى مسيحييه من عربه الى أكراده وتركمانه وكل مكوناته...هذه الملحمة اللتي تسطر بدماء أهلنا هي بسبب إن العراق يريد أن يؤسس نظامه الديمقراطي الوطني اللذي يخدم أبنائه العراقيين والعراق ياللذي يقتل يوميا لأنه يريد أن يسترجع ويثبت هويته العراقية اللتي سلبها منه نظام البعث الصدامي لأربعين عاما والظاهر ان هذا لا يعجب سيار فيستغل حادث الكنيسة ويسوي تعزية على الطراز الشيعي وهو لا يبكي شهداء الكنيسة بل يبكي مصيبته بضياع العراق من التيار القومي العروبي وهو بصورة غير مباشرة يقول ان الشيعة اللذين يمسكون بأغلبية الحكومة ليسوا عربا أو شعوبيين أي معادين للعرب. يعني لو دكتاتورية التيار اقومي الممثلة بالبعث أو ديمقراطية مزيفة تحت خدمة التيار القومي. أنا لا أدري لماذا يعادي التيار القومي الهوية العراقية ويريد أن يطمسها بالقوة أو بالإبادة الجماعية ليرفع محلها الهوية العربية المفصلة على هواه واللتي يستثني منها الشيعة لأنهم في نظره عجم مثل ما قال الأخ الدكتور عبد الخالق حسين في مقاله. من الواضح الآن أن كل ماهو غير عربي هو خائن وغادر ويجب قتله. وعندما نظيف فكر وتنظير مجرمي القاعدة الى الى فكر التيار القومي البعثي الصدامي فيصبح المسيحي واليهودي الصابئي واليزيدي داخل حلقة القتل والإعدام وهذا ما حدث منذ سقوط النظام البعثي الصدامي اللذي كان يسفر الكردي الفيلي لأنه شيعي ولا يسفر الكردي السني ويسفر التركماني الشيعي ولا يسفر التركماني السني وكان أحد أصدقائنا في بغداد تبعيته باكستاني وجاؤا الى بيتهم لتسفيرهم وأخبروهم إنهم سنة وليسوا شيعة وبعد أن تحققوا من ذالك ألغوا قرار تسفيرهم. إذا سلاح الإلغاء الأول أو دائرة الموت الأولى هي السياسية فإذا نفذت منها فدائرة الموت الثانية الطائفية فإذا نفذت منها فدائرة الموت الثالثة هي القومية وإذا نفذت منها فدائرة الموت الرابعة هي التكفيرية وأترك لكم تخمين من يبقى من العراقيين ذوي الهوية العراقية ومن ينفذ من هذه الحلقات يمكن أقل من 5% من سكان العراق في أحسن الأحوال وهل مرت على العراق مسرحية أقذر من من مسرحية حكم البعث الصدامي. كنت أقرأ للدكتور سيار الجميل مقالات في جريدة البيان في دبي وكنت أستغرب كيف يمكن لكاتب تقدمي مثله ,على الأقل هذا ما يدعيه,أن تعطيه هذه الجريدة مكان محترم على صفحاتها لنشر مقالاته وهي الجريدة المعروفة بخطها الإسلامي المتشدد المساند للفكر السلفي التكفيري وصفحاتها مرتع للذين يسبون الشيعة وكل ماهو غير مسلم إبتداء وإنتهاء بتحليل قتلهم. من الواضح أن هناك التحالف بين القاعدة والبعث الصدامي قد تطور الى حلف عقائدي بين الفكر السلفي التكفيري الذي ولدت من رحمه القاعدة والعصبية القومية مع الأسف أنا أرى إستثناء في مصر ودول عربية أخرى من اللتي لديها أرث ثقافي أكثر تطورا من بعض دول الخليج ونسيج إجتماعي أكثر إنفتاحا وتسامحا ولو أن المال قادر على شراء الكثير من الكتاب العرب مع الأسف كما رأينا في كوبونات النفط الصدامية وممكن أيضا أن يشتري التأثير السياسي اللذي بدأت مظاهره في الأعلام المصري مؤخرا ولكني مؤمن أن العقل المصري أكثر وعيا وثقافة والموروث الإجتماعي لا يتغير بين ليلة وضحاها إلا بصدمة هائلة لا سمح الله . أنا فقط أتسائل لماذا التيار القومي العراقي مستعد دوما بصورة عامة للتضحية بالهوية العراقية ولماذا يكره التيار القومي البعثي الصدامي الهوية العراقية الى هذا الحد وهل هذا هو وليد تأريخنا الحديث فقط أم له جذور تأريخية تتصدى لكل أبعاد وأشكال الهوية العراقية وماهو الخطأ في أن تعانق الهوية العربية الهوية العراقية وتلتحم معها في صنع نظام ديمقراطي يحترم كل الخصوصيات الأثنية والدينية والعرقية والجغرافية والسياسية والإجتماعية وكل ما يختلف ما دام يعمل على ترسيخ النظام الحر الديمقراطي البرلماني التعددي الفدرالي اللذي يضمن حقوق كل مكوناته وشكرا للأخ محمد ضياء العقابي عل مقاله .
عماد ضياء
جريدة اصوات العراق