ارحموا مستقبل مصر
المناخ الحالى فى مصر يسوده حالة من الاستقطاب الحاد بين نظام أدمن الالتواء فى وسائلة من أجل البقاء، وبين فئات متعددة تشمل المجتمع المصرى، حفز الاستقطاب الحاد ضد النظام الفقراء من المصريين لغياب الحد الأدنى للكرامة الإنسانية فى ظروف حياتهم، كما حفز الطبقة الوسطى المصرية لتضررها من ضيق مواردها، وتدنى ما تحتاج إليه من خدمات وإحاطة مستقبل أبنائها بشكوك بالغة حفز الاستقطاب البالغ ضد النظام كل الأطياف السياسية عدا مشايعى حزب المنافع، وأصبح الجميع يلعنون الواقع والمتسببين فيه، يعدون العدة لإحداث التغيير.
حتى الإخوة المصريون الأقباط بدأ بينهم تحفز مر ضد نظام يرفض لضعفه إعطائهم حقوقهم فى وطنهم، كما أدمن تدعيما لبقائه تخويفهم من الإخوان المصريين المسلمين حتى يرتموا فى أحضانة طلبا للحماية، لا تحتاج حالة الاستقطاب الحاد بين النظام وجماعة الإخوان المسلمين لأى توضيح.
عندما يلجأ نظام للى عنق كل أمر وإعاقته بدلا من بسطه وإطلاقه فى مسار بناء ومشجع، هنا تسود حالة من التذمر والاحتجاج، عندما تنسد قنوات نيل الحقوق وتصحيح الأوضاع بالبطء المبالغ فية للتقاضى ثم بإهدار حجية الأحكام بعدم التنفيذ وعندما تنسد أيضا بالتزوير الممنهج الذى يفرز بإدمان وإصرار أغلبية تسحق ما عداها فى البرلمان، هنا يسود مناخ من سخط وعنف تشعله الأحداث.
لقد أصبحت مصر بلد التصاريح التى تهدف للتعويق والمنع وليس للإباحة، أصبحنا نرى تصريحا مطلوبا لكل حركة سياسية أو إعلامية أو حتى بالنسبة لنشاط دينى دعوى لا يتعرض للسياسة كما فى حالة دكتور عمرو خالد ولكنها مقتضيات الهيمنة والاستبداد بالإزاحة المبكرة لأى مركز قوة اجتماعى محتمل، امتلأت حياتنا بالتصاريح المعوقة ولا يدرون أن ثمن ما تشعله من سخط لابد وأن سيسدد يوما قادما، هل يحسب أحد حسابا لذلك؟
لن نسأل السؤال المحورى لكل وطنى مخلص وهو هل يؤدى مناخ كهذا لأى نهضة على أرض هذا البلد المكلوم؟ إن وضعا يشتعل بهذا الاستقطاب الحاد المتعدد الاتجاهات هو وضع غير مرشح للاستمرار فى نظر كل من أعطاه الله قدرة على رؤية استراتيجية. ا
إن ما يجرى بهذا البلد لهو معلق برقبة المتذاكين الذين أرادوا كل أمر عوجا من أجل استمرار هيمنتهم، لقد انطلق الاستقطاب ضد هذا النظام من عقاله وهو تأكيدا غير مرشح للانحسار.
رسالة أخيرة ارحموا مستقبل مصر بفترة من الحكم الانتقالى المحايد تنبسط فيه الأمور وتسوده ديمقراطية وعدل يعطى لكل ذى حق حقه ويحكم القانون وحده شعبا أصبح مزاجه شكا وتمردا.
لك الله يا مصر وعاشت وحدة الهلال مع الصليب على أرضك الخضراء بين أهلك الطيبين.
* أستاذ بطب القاهرة.
اليوم السابع