الأقباط واليأس من العدالة
بقلم مجدى ملاك
لا يمكن أن نلوم شخص يتعرض لظلم كبير حاول التعبير عن هذا الظلم في لحظة انفلتت فيها الأعصاب ، لا يمكن أن نطلب من الذين يتعرضون للقهر أن تكون ردود أفعالهم منضبطة خاصة ما إذا كان هذا القهر ممتد من عدة سنوات وحتى الآن .
قهر على طول الخط ورد فعل غير متوقع من الأقباط هذا خلاصة ما حدث في العمرانية الأسبوع الماضي ، وبالطبع القهر يولد الانفجار ، ولعل رد فعل الأقباط ربما يراه البعض غير مناسب لقيمة الحدث الذي ربما يقل من حيث المستوى عن الذين قتلوا في نجع حمادي ، ولكن السؤال الذي ربما يستغربه البعض لماذا خرج ما يقرب من 3 ألاف شخص يدافعون عن تلك الكنيسة في هذا المكان تحديدا ؟ فهذا ليس أمر معتاد من الأقباط بهذه الصورة وفى العلن ، ففي الماضي كان يذهب الأقباط إلى الكاتدرائية من أجل التعبير عن هذا الغضب وهو الأمر الذي كان ينتقده البعض ، ولكن في هذه المرة خرج الأقباط في العلن وضد سلطة الدولة وحاولوا تنفيس هذا الغضب بطريقة أو بآخري .
وهناك نقطيتين جديرين بالملاحظة في هذا الحدث ، الأول هو اختلاف طريقة تعبير الأقباط عن غضبهم بحيث أصبح يتخذ شكل المواجهة مع الشرطة ، وهو أمر لم ينتج عن فراغ ، ولكنه يعني أن الغضب والسخط القبطي على ما يتعرضون له أصبح لا يمكن تحمله وفاق قدرتهم على التحمل .
الأمر الثاني هو في مكان التعبير نفسه ، فلم يلجأ الأقباط في هذه المرة إلى المؤسسة الدينية بل لجئوا إلى المواجهة المباشرة وهو ما يعنى أن الأقباط في مرحلة حرجة من التطور الذي ربما سوف يعمل بشكل أو بأخر إلى خروج الأقباط إلى الشارع مثلهم مثل باقي الحركات الاحتجاجية التي ظهرت في الآونة الأخيرة ، ومضمون ذلك أن الأقباط في حالة تطور ضمني ربما تشهد تغييرات أخري مع زيادة دور الأقباط في المجتمع المدني والإحساس أن المواطنة تقتضى عليهم أن يعبروا كما يعبر الآخرون ليصبح هذا الشكل بديلا عن التقهقر داخل المؤسسات الدينية .
منظمة اقباط الولايات المتحدة