تجربة داود
ودروس روحية مستفادة منها
" لك وحدك أخطأت ، والشر قدامك صنعت " ( مز 50 )
+ نكرر فى صلوات الساعات – بالأجبية – هذا المزمور بالذات ، فهو يُذكرنا بسقطة داود ، وندمه سنوات على لحظة غفلة ، جلبت له الشقاء ، والهموم والحروب والمتاعب ، وأغضبت قلب الرب ، وما أخطر وأشد غضب السيد على العبد المتمرد .
+ والآن نتأمل فى تجربة داود ( راجع صموئيل الثانى 11 ، 12 ) ، لنأخذ منها خير درس للنفس ، ولا نكرر مثل هذا الحدث السئ ، حتى لا تعانى من نفس النتائج .
+ كما يقال إن من العوامل التى سهلّت على داود السقوط فى الدنس والقتل ، أنه استغل وقت الفراغ استغلالاً سيئاً . ومعروف لنا جميعاً القول الشائع الذى يقول إن " مخ الكسلان هو معمل للشيطان " . فلنحذر – يا أخواتى وأخوتى – من الفراغ ، لننجو من الأفكار الشريرة .
+ والنظرة الطائشة : كما يُقال " ازرع نظرة ، تحصد شهوة " .
+ التجاوب مع تجربة الشهوة : بدلاً من أن يطرد داود الفكر النجس تجاوب معه ، وسمح له بأن يُسيطر عليه ، ولم يستبدله بفكر صالح ، كما كان يفعل الحُكماء من الآباء .
+ وقد نام ضميره ، ونسى رقابة الله : فسقط بسهولة !! وهو أيضاً سبب سقوط كثيرين بسهولة غير متوقعة .
+ وكان يمكنه الهرب من حرب الشهوة ، لو فكر أن يذهب لبيت الرب ، أو يحول سطح المنزل إلى عُلية للصلاة ، أو أن ينتهر المرأة العارية ( إرشاد المخطئ ، وليس طاعته لشهوته فى فعل الشر ) .
+ وإذا كن نلوم داود مرة ، فنحن نلوم المرأة ( زوجة أوريا ) بالأكثر ، لأنها جلبت الشر لها ولزوجها ، ولرجل الله ، بسبب عثرتها له .
+وما أجمل التوبة التى تُحول الزناة إلى بتوليين ، وتُرجع السلام للقلب الكئيب ، وما أجمل أن نقود الناس للخلاص ، ولا ننقاد معهم للدنس . فهل نُسرع للتوبة ؟! وهل نُصمم عليها ؟! . أم نستمرئ الدنس ونهمل خلاص نفوسنا .
+ وقال القديس يوحنا ذهبى الفم : " كما غرق فرعون فى مياه البحر الأحمر ، يغرق الشيطان فى دموع الباكين " .
+ حقاً إن داود التائب موجود – الآن – فى الفردوس مع القديسين . فلنحذو حذوه فى التوبة ، ونلجأ بسرعة إلى الكنيسة ، المستشفى الروحية ، وليست محكمة ، كما قال ذهبى الفم ، لنتوب عن كل خطية ، ولنبدأ السير فى طريق الحياة الأبدية .
+ ولنقر باتضاع بالخطا ، أمام الله والناس ، كبداية لعلاج النفس .
+ فالأعتراف بالخطأ فضيلة جميلة ، وأحسن وسيلة ، لراحة القلب والذهن .