صحيفة كندية الإخوان لا يتمتعون بالزخم الذى يقلق النظام
كتبت رباب فتحى
زعمت صحيفة "تورنتو ستار" الكندية، أن مصر على ما يبدو تتجه نحو تبنى نهجا قائما على عدم التسامح والكراهية برغم انتشار علامات التدين المتمثلة فى ارتداء الحجاب وسماع آيات القرآن فى معظم وسائل المواصلات، ويظهر جليا فى البلبلة التى بدأت تتسلل إلى العلاقة الوطيدة التى تجمع بين عنصرى الأمة المسلمين والمسيحيين، وفى عدم قبول طوائف مثل "البهائية"، ورفض المسلمين للتشيع.
وقالت الصحيفة، إن جيل المصريين الكبار لم يعتد على مثل هذه الأوضاع بل ينعى ما آلت إليه الأمور الآن، فالكثيرون يتحدثون بشوق عن تلك الأيام التى كان الأصدقاء الأقباط جزء لا يتجزأ من المنزل المسلم، حتى فى أوقات الاحتفالات الدينية التى يحتفى بها الجانبان، أما الآن، فيلجأ الكثير من الأقباط المصريين إلى كندا طالبين حق اللجوء السياسى، بل ويصطفون فى مقر السفارة الكندية فى القاهرة لملأ طلبات الهجرة.
أعزت "تورنتو ستار" الكندية أسباب هذا الأوضاع إلى عدد من العوامل أبرزها تأثير المملكة العربية السعودية ودول الخليج الغنية بالنفط التى تتبع النهج الوهابى وتطبق عادات اجتماعية محافظة على ملايين المصريين الذين عملوا فى دول الخليج، والاستياء العام حيال عدم قدرة الحكومة المصرية والعرب لتحرير الفلسطينيين من الاحتلال الإسرائيلى، والحرب الأمريكية فى العراق، وما تسببت فيه من سقوط ضحايا مدنيين.
وأشارت الصحيفة من ناحية أخرى، إلى محاولات النظام المصرى الحالى ومن قبله نظام الرئيس الراحل، أنور السادات لتضييق الخناق على جماعة الأخوان المسلمين، ولكنهما أخفقا نسبيا فى تحقيق ذلك، لذا عكف النظام على تشكيل معاييره الإسلامية الخاصة به، السادات عمل على تطبيق الشريعة الإسلامية كمصدر للقانون، بينما كان الرئيس مبارك من عمل على انتشار القنوات الدينية.
ونقلت الصحيفة عن بهى الدين حسن، مدير معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان قوله "النظام والإخوان يتنافسان على أرض دينية واحدة، وكلاهما يحتاج الإسلام، فالحكومة تستخدم الأزهر لإضفاء الشرعية على نفسها، وما نحن بصدده ليس دولة بوليسية وإنما هو تزاوج بين الدولة البوليسية والدولة الدينية".
وأضافت "تورنتو ستار": "كلما زادت الفتاوى الموالية للحكومة، كلما قلت مصداقيتها، الأمر الذى سيصب بالضرورة فى مصلحة الإخوان المسلمين، التى تقدم خدمات اجتماعية أفضل بكثير من تلك التى تقدمها الحكومة.
ورأت الصحيفة الكندية، أن النظام المصرى يتجنب الإسلاميين ولكنه فى الوقت نفسه يعتنق الإسلام، مثلما تصدر الغاز الطبيعى إلى إسرائيل وترفض فى الوقت عينه تطبيع العلاقات معها.
ومضى بهى الدين حسن مضيفا "ناقشنا موضوع الإسلام مقابل الديمقراطية (فى معهد القاهرة) ووجدنا أن الإسلام لا يمثل عائقا أمام حقوق الإنسان، ولا يتعين على النظام أن يخشى الديمقراطية، فجماعة الإخوان لا تتمتع بالأغلبية التى تمثل تهديدا، فحتى إن أجريت انتخابات حرة ونزيهة، أشك فى أنها ستحصل على 25% من إجمالى الأصوات"، ولكن على ما يبدو لا يريد النظام أن يكتشف نتائج ذلك.