الحزب الوطنى وحشر الاقباط فى الزاوية
كتبها مجدي جورج
الاثنين, 22 نوفمبر 2010 11:00
كما يقول المثل البلدى عندنا فان الحزب الوطنى "لا بيرحم ولاسايب رحمة ربنا تنزل" وهذا هو بالضبط ما يفعله الحزب الوطنى مع الاقباط فى هذه الانتخابات التشريعية القادمة والتى لم يتبقى لها الا اسبوع فقط.
فالحزب الوطنى قام بعدة خطوات اغلق بها كل الطرق امام الاقباط ومنها :
اولا الحزب الوطنى والذى كان يتحجج دائما بعزوف الاقباط عن العمل السياسى وكان يجد فى هذه الحجة مبررا لاستبعاد الاقباط من قوائم مرشحيه وبالطبع من كافة مناحى الحياة الاخرى .اقول ان هذا الحزب استمر على نفس المنوال هذه المرة رغم تقدم عدد كبير من الاقباط للترشح على قوائمه . واكتفى بترشيح خمسة فقط من الاقباط من بين حوالى 800 مرشح للحزب بل ووضع مع هؤلاء الخمسة مرشح او اكثر على نفس المقعد.
اقول كان يمكن للحزب ان يرشح عدد اكبر من الاقباط على قوائمه لانهم من الفئات المهمشة كنوع من انواع التمييز الايجابى الذى يساعد كل الفئات المهمشة على المشاركة والاندماج فى المجتمع ولكن الحزب الوطنى لم يفعلها ولن يفعلها فقد اثبت الحزب بهذا التصرف انه لايوجد مكان فيه للاقباط .
ثانيا الحزب الوطنى لم يكتفى باستبعاد الاقباط من قوائم مرشحيه بل رشح العديد من العناصر الفاسدة و التى لها مواقف سلبية ضد الاقباط كعبد الرحيم الغول فى قنا وغيره من الشخصيات الاخرى الكارهة للاقباط بل قرأت فى بعض الجرائد ان الحزب الوطنى قد قام بترشيح احدى المنقبات على احدى مقاعد الكوتة ونحن نعرف ان المنقبة اذا كانت ترفض فى الاساس التعامل مع الرجل المسلم وتتعامل مع المسلمة المحجبة بنظرة تعالى وكبرياء فكيف سيكون حالها فى تعاملها مع المسيحيين؟ .
ثالثا الحزب الوطنى لم يكتفى بما سبق بل ضيق على كل احزاب المعارضة وكل الشخصيات اليسارية والعلمانية والليبرالية والتى كان من الممكن ان يقف او يلتف حولها الاقباط .
فقد دجن منذ زمن بعيد معظم احزاب المعارضة وبث وشجع على انقسامها ووقف ضد كل حركات التغيير والحركات الاحتجاجية بحيث ترك الساحة خالية للاخوان المسلمون كى يستفردوا بالمواطن والوطن .
الحزب الوطنى الذى اتخذ كل الخطوات السابقة واوصد كل الابواب فى وجه الاقباط يطلب من الاقباط بمنتهى البجاحة والوقاحة ان يقدموا فروض الطاعة والولاء لهذا الحزب وان يخرج الاقباط على بكرة ابيهم لانتخاب مرشحى هذا الحزب الكرية ولسان حاله يقول لهم اما انا او الاخوان .
وربما ان الحزب الوطنى قد اختار يوم الانتخابات 28 /11/2010 كيوم احد كى يستطيع ان يجند الاقباط وياخذهم كجماعات من كنائسهم الى اللجان الانتخابية لانتخاب مرشحى الحزب.
ولا يكتفى الحزب بذلك بل يقوم مرشحى الحزب بالذهاب الى الكنائس طالبين منها الدعم ومتخذين منها مكان لممارسة الدعاية الانتخابية فى تعدى واضح على القانون الذى صاغه ووضعه اباطرة الحزب لمقاومة جماعة الاخوان المسلمين فقد شاهدنا امال عثمان مرشحة الحزب فى الدقى والمحجوب بالاسكندرية شاهدنا هؤلاء وغيرهم يذهبون للكنائس طالبين دعمها فى مواجهة مرشحى جماعة الاخوان المسلمين .
فالحزب الوطنى عندما يفعل كل هذا يعرف ومتاكد ان الاقباط لاحول لهم ولا قوة فهم لا يملكون اى خيار فخيار المقاطعة كما نادى البعض غير فعال لسببين :
- سيشعر الاقباط ان مقاطعتهم للانتخابات ستصبت لصالح جماعة الاخوان المسلمين وهم يخشون من الاخوان ( مع العلم ان الحزب الوطنى بافعاله ربما يكون اسوأ بكثير من هذه الجماعة) لان هذه الجماعة هى جماعة استئصالية واقصائية لاتريدهم ولازال اغلب مفكريها وقادتها يعتبرون الاقباط ذميين ومواطنين من الدرجة الثانية .
-الاقباط يعلمون كذلك ان خيار المقاطعة يعنى المواجهة مع الحزب الوطنى وبالتالى المواجهة مع الحكومة التى تملك مفاتيح كل شئ والتى تستطيع ان تجعل من حياتهم جحيم على الارض اكثر بكثير من الان واعتقد ان الاقباط لا يقدرون على هذه المواجهة .
نهاية اقول لكل اللائمين للاقباط اذا خرجوا لانتخاب مرشحى الحزب الوطنى :
كفى لوما للاقباط فمايتحمله الاقباط وما يجرى خلف الستار من ضغوط على الكنيسة والاقباط لا يطيقه بشر فارحموا الاقباط يرحكم الله.