داود الملك والنبى
اسم عبري معناه "محبوب" وهو ابن يسى وثاني ملوك بني إسرائيل
مرحلة حداثته وشبابه وقد قضى الشطر الأول من هذه المرحلة في بيت لحم يهوذا. وكان أصغر ابن بين ثمانية بنين
وكان داود أشقر مع حلاوة العينين وحسن المنظر (1 صم 16: 12)
وبما أنه كان أصغر الأبناء فقد كلّف بمهمة العناية بأغنام أبيه. وقد أظهر في القيام بهذه المهمة إخلاصاً نادراً وشجاعة فائقة فقد قتل أسداً ودباً هاجما القطيع (1 صم 16: 11 و 17: 34-36) وقد تمتع بمواهب موسيقية من صنف ممتاز، فقد أجاد اللعب على القيثار ثم أنشأ فيما بعد المزامير والأناشيد. ولما رفض الرب الملك شاول، ولم بنادَ بداود ملكاً حينئذ لئلا تثار العداوة بينه وبين شاول. وقد احتفل بمسحه في وسط ضيق وربما كان ذلك بحضور نفر قليل من شيوخ قريته. ولم يذكر سبب مسحه (1 صم 16: 4 و 5 و 13) إِلاّ أنه يبدو أن يسى وداود عرفا الغرض الذي استهدفه مسحه. وقد كان هذا الحادث نقطة تحول في حياته فإن الروح الرب جاء بقوة، ومع هذا فلم يحتقر عمله الوضيع أو يستهن به.
فإنه لما رفض الله شاول اعتراه روح شرير. وإذ ظهرت دلائل انحراف عقله عن جادة الصواب نصح أتباعه أن يلحق ضارباً بالقيثار بخدمته لكي يهدئ من روعه بموسيقاه عندما تضطرب حاله. وذُكر داود عندئذ كلاعب ماهر وبطل شجاع يعمل في الحرب ببأس لحداثته وشبابه
بعد موت شاول اختار سبط يهوذا داود ملكاً عليه لأنه من هذا السبط.
و
وقد اعتبر داود منذ حداثته مرنم اسرائيل الحلو (2 صم 23: 1) وقد نسبت إليه المزامير. وقد ورد في الكتب التاريخية ذكر لشغفه بالموسيقى. فقد كان يضرب على القيثارة بمهارة فائقة
ومع أن داود ارتكب في بعض الاحيان خطايا يندى لها الجبين خجلاً إلا إننا غذ نظرنا على نسبة النضوج الروحي الضئيلة التي كانت سائدة في ذلك العصر وحالة الظلام التي كانت تعم العالم قبل انبلاج فجر النور، ثم اذا نظرنا إلى عمق توبته لرأينا في هذا شيئاً مما يخفف ذنبه على حدّ ما. ومن الناحية الاخرى إذا نظرنا إلى قوة تعلقه بالله وشدة اخلاصه له وروعة ايمانه به امكننا ان ندرك كيف انه دعي رجلاً حسب قلب الله (1 صم 13: 14)