يا اقباط المهجر ابنوا كنائسكم فى العمرانية
كتبها د. صبري فوزي جوهــرة الأحد, 05 ديسمبر 2010 13:25
يأمل جميع المهتمين بمأساة الاقباط فى مصر ان تكون احداث العمرانية هى الاولى فى سلسلة تستمر تشير الى صحوة الاقباط للدفاع عن وجودهم فى وطنهم و مساواتهم التامة بغيرهم من المصريين فى كافة المجالات حتى ينالوا هذا الحق المسلم به. وقد كنا نشكو من ان الدولة لا تعامل الاقباط مثل معالجتها لمقتل مروى الشربينى فى المانيا او كاريكاتيرات التهكم على نبى الاسلام فاذا بها تدفع "برجال" "امنها" الى الشوارع لقتل الاقباط وقد تخلوا عن شرف الزى العسكرى وتدنوا فعلا و ليس قولا الى الارض لالتقاط الحجارة لقذف الاقباط , بالرغم من توافر و استعمال الذخيرة المطاطية و الحية, المسموح بها و المحرمه, و الحمد لله لتوجهها الى صدور المتظاهرين المدافعين عن بناء اقاموه بالقليل مما يمتلكون من مال ليمارسوا فيه حق العبادة الذى يقره لهم دستور بلادهم بالرغم مما فيه من مسخ و كساح و اعاقة.
كان البعض منا فى المهجر, و قد فشلنا فى درء الاضطهاد عن ذوينا فى وطنهم لعيوب فاضحة فينا, يأسف و يتعلل بسلبية الضحايا و عدم مشاركتهم الفعالة فى السعى لانتزاع حقوقهم من الطغاة. الى ان خرج الاقباط منذ شهور قليلة لاول مرة الى اكبر ميادين مصر, و ليس من داخل اسوار كنائسهم, فى احتجاج سلمى نبيل. و لما تبع ذلك مغامرة الدولة الحقيرة فى التعدى على مبنى لم يكتمل لكنيسة (و لا اقول مركز خدمات فهذا تمويه الضعفاء و الجبناء ) فى العمرانية, هب الاقباط للتصدى لهذا الطغيان لاول مرة فى تاريخ مصر الحديث. بذلك انتفى اعتراض اقباط المهجر الواهن و تحتم عليهم اعادة تقييم الامور. لا يختلف قبطى واحد فى داخل الوطن او خارجه ان فقراء و مضطهدى القبط قد ارتفعوا الى مستوى الاحساس بالمهانة و الاصرار على انتزاع الحق. قدمو فى سبيل ذلك شهداء لم يقتلوا بايدى الغوغاء هذه المرة بل باسلحة الدولة التى اثبتت مساواتها اللاخلاقية و السلوكية للسوقة و الهمج و الرعاع. علينا نحن اذن أقباط العالم الحر, من نحيا فى رحاب الحرية و نرفل فى اثواب الغنى المادى و المعنوى ان نساند ذوينا باكثر من الكلام الفارغ بعد ان اثبتوا تمسكهم بحقوقهم حتى الموت. لم يعد فى الامر مجالا للتقاعس اذن, واصبح من المحتم علينا اخلاقيا ان نؤازرهم معنويا و ماديا.
و لما كان المال هو المحرك الاول, و ان لم يكن الوحيد, لاى عمل فعال, و بما ان الله قد اغدق علينا باعداد كبيرة من الاغنياء داخل مصر و خارجها فمن المتوقع ان نرتفع الى مستوى الواجب الملقى علينا. قد يصعب على المحبوسين منا داخل القفص المصرى المساهمة فى الكفاح خوفا على اموالهم و مصالحهم, و هو اعتبار قد يأخذ به البعض. اما نحن, اقباط المهجر فلا عذر لنا من هذا القبيل. يعلم الجميع اننا نتبارى فى بناء الكاتدرائيات الشامخة المحلاة بالرخام و البللور و يقال ان بعض المتجبرين منا المالكين لثروات طائلة الساعين الى السيطرة التامة على الكنائس التى "يتعبدون" فيها و من فيها, احيانا ما يبنون كنائس باكملها باموالهم حتى يتسنى لهم تحقيق شهوتهم المرضية فى السيطرة التامة على عباد االه الاقل حظا منهم بمن فيهم من رجال الكهنوت, بالرغم من انعدام الحاجة النفعية لهذه الكنائس. ان كان بيننا من لهم مثل هذه "الحمية" فى تشييد الكنائس, فانا اناديهم ببنائها فى العمرانية و مدن و قرى الصعيد المهمل و كافة بقاع مصر المتعطشة الى بيع يعمد فيها الاطفال و يمارس فيها الكبار العبادة و يتم فيها سر الزيجة المقدس و يودع فيها الاقباط من ينتقل منهم الى السماء.
علينا توفير الاموال اللازمة :
اولا: لتعويض الضحايا من الارامل و الاطفال و كبار السن ممن قتل عائليهم او مما خربت مصادر ارزاقهم. فدولة الشر لان تأبه بتعويضهم شرو نقير بل ستزداد تعنتا و تجبرا الى ان تقصف رقبتها.
ثانيا: الانفاق على القضية القبطية بالخارج حتى نصل الى ما نبتغى. يتطلب هذا استئجار مهنيين محترفين لتقديم قضايانا لمحافل السياسة و حقوق الانسان الدولية فى كافة الاماكن التى يمكنها المساعدة فى ايقاف اضطهاد الدولة المصرية الفاشية الفاشلة لابناء مصر. هذا الى جانب الحاجة الى اعلام شريف عادل لمجابهة كاذبى السلطة الفاسدين المأجورين من جحافل المسترزقين و المرتزقة.
لقد حرم الاقباط من الرجال العظام امثال شوقى كراس و عدلى ابادير اللذين حاربا الطغيان بعقولهم و قلوبهم والسنتهم و اموالهم. وان تعذر وجود رجل واحد بيننا تجتمع فيه خصال هذين الزعيمين, فلا بأس من ان يتكافل العديد منا ليكمل الافراد كل ما استطاع هذين العملاقين التضلع به على انفراد.
انا ادعوا لانشاء صندوق قبطى دولى موحد يقام تحت اشراف صارم و بحرفية و مهنية على اعلى المستويات لتأييد ابطا لنا الشجعان داخل مصر الذين نهضوا اخيرا من تبعات الخوف و المهانة, و العمل على قيام دولة مدنية حديثة فى البلاد تحترم فيها ادنى حقوق المواطن بلا جدال. و لدينا العديد من المليونيرات الذين يستطيعون التكفل بهذا الهدف الوطنى الذى يرمى اولا و اخيرا الى صالح الوطن الام.