رئيس الجمهورية العراقى المسيحيون هم السكان الاصليون لهذا البلد
صوت العراق
أكد فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني أن العراق الجديد خلق جوا من الوئام والتعايش بين الأديان والمذاهب وهناك اهتمام خاص بالاديان السماوية والقوانين تكفل الحريات الدينية والمذهبية. جاء ذلك خلال لقاء فخامته، أمس الثلاثاء، بالدكتور عبدالناصر الجبري رئيس كلية العودة الجامعية في لبنان التي تهتم بالعلوم الاسلامية وشؤون الطريقة الصوفية في العالم العربي والاسلامي يرافقه وفد ضم عدداً من العلماء المسلمين في إقليم كردستان.
وفي اللقاء رحب الرئيس طالباني بالوفد الزائر، متمنيا أن توثق عرى التفاهم المشترك بين الاديان والمذاهب في العالمين العربي والاسلامي، مشيرا الى أهمية التعايش السلمي بين المسلمين والاديان الاخرى في العراق حيث ان حقوق الجميع مصانة في الدستور.
وفي اشارة الى دور الطريقة الصوفية في نشر التسامح، اكد الرئيس طالباني ان هذه الطريقة تجسد المفاهيم الاسلامية بصورتها الحقيقية الداعية الى التآخي والمحبة ونبذ الارهاب والتكفير، وهذا يصب في خدمة المبادئ السامية للدين الإسلامي الحنيف.
وفي معرض حديثه حول اوضاع المسيحيين في العراق اشار فخامته الى "ان المسيحيين هم السكان الاصليون لهذا البلد وتوجد كنائس يعود تاريخها الى اكثر من 1500 سنة"، موضحاً ان المسيحيين تعرضوا الى القمع والاضطهاد في الحقبة الصدامية حيث هدم النظام البائد 116 كنيسة في منطقة بهدينان في كردستان. وفيما يتعلق بالهجمات الارهابية اشار الرئيس طالباني إلى "ان مآرب الارهابيين وراء هذه الهجمات اعطاء المبررات والذرائع لمحاربة الاسلام، لذا عقدنا العزم بتشجيع الاخوة المسيحيين على عدم ترك وطنهم واحتضنهم اقليم كردستان". وجدد رئيس الجمهورية استنكاره الهجمات الإرهابية التي استهدفت المسيحيين، موضحاً أن"الهجوم على المسيحيين هو هجوم على الاديان السماوية والعراق والديمقراطية".
من جانبه شكر الدكتور عبدالناصر الجبري رئيس كلية العودة الجامعية في لبنان فخامة الرئيس طالباني وقدم تهنئته الخالصة بمناسبة اعادة انتخاب فخامته لولاية ثانية، مضيفاً "استبشرنا خيرا بهذا الحدث ونبارك لكم ونبارك لأنفسنا ونتمنى ان يتجدد هذا المجد"، مشيراً "نتفاءل كل الخير عندما نسمع من بياناتكم ان فخامتكم تلبسون العباءة العراقية لجمع العراقيين". وشرح الدكتور الجبري اعمال مؤتمر الصوفية الذي انعقد مؤخرا في بيروت وشارك فيه علماء الشيعة وأئمتهم أيضاً والذي ناقش دور التصوف في بناء المحبة والسلام والتسامح، وشدد الدكتور على ضرورة التعايش بين الاديان قائلاً "خلال تاريخ طويل عاش المسيحيون معنا بكنائسهم المتعددة وحتى اليهود لم يجدوا الامن الا بين المسلمين، والاسلام بريء من هذا الارهاب والتخويف".
هذا وفي جانب اخر من اللقاء اشار الدكتور عبدالناصر الجبري الى الرغبة في عقد مؤتمر موسع للتصوف في كردستان وفي مدينة السليمانية وسيدعى اليه كثير من العلماء العرب والأجانب، مقترحاً ان تفتح كلية العودة الجامعية فرعاً في اقليم كردستان.