هذا هو المصري
رسائل الأحد
بقلم :
سيد السمان التلاوي
في البداية قبل الخوض في الحديث عن الوحدة الوطنية في مصر فهي راسخة منذ التاريخ والعصور القديمة التي توالت علي أبناء هذا الوطن الواحد بمرها وحلوها.
لابد أن نؤمن بنظرية المؤامرة عندما نتصفح أحداث الأسابيع الماضية ولابد في نفس الوقت أن نتذكر انه علي مدي عشرات السنين الماضية فشلت كل مؤامرات اعداء مصر لتدميرها من الداخل عن طريق اشعال فتنة طائفية تحرق بنارها مسلمين ومسيحيين علي حد سواء حاولوا تدمير مصر من الداخل لأنهم وجدوا ان جرها من الخارج قد بات مستحيلا.. فقد استوعب المصريون مسلمين وأقباطا درس يونيو 1967 عندما استدرجت مصر إلي فتح لم تكن مستعدة لمواجهته والتخلص منه ودفعت ثمنا غاليا يعاني منه المصريون حتي الآن اقتصاديا ونفسيا.
فلم يجدوا لمصر وسيلة لاستدراجها فحاولوا البحث في الداخل عن نقاط الضعف فتوهموا ان العلاقة بين المسلمين والمسيحيين يمكن أن تشكل أكبر نقاط الضعف أو هي الحلقة الضعيفة في سلسلة قوية ومتصلة الحلقات.
ويبدو ان هؤلاء لم يحظوا بشرف الإقامة علي تراب مصر وان يعيشوا تجربة الحب بين المصريين جميعا وعلاقات الصداقة والشهامة والحب ويبدو ان الشيء الوحيد الذي نجحوا فيه المتآمرون هو الوصول إلي بعض ضعاف النفوس ووضعوا في ايديهم عيدان الثقاب وأواني البنزين لاعبين علي أعز ما يملكه الإنسان وهو دينه وممارسين للعبة غسيل المخ ومروجين لمصطلحات لم يكن لها وجود في مصر منذ آلاف السنين مثل الاضطهاد فلقد تغافل المتآمرون ان المصريين جميعا نسيج واحد وجسد واحد لأنه لا يوجد أي نوع من الاضطهاد للأقباط في مصر في جميع مناحي الحياة وان هناك رجل أعمال مسيحيين وطنيين يسهمون في نهضة مصر اقتصاديا والدليل علي ذلك رفض جموع المصريين مسلمين واقباطا ومعارضة تقرير لجنة حرية الأديان الأمريكي بوجود اضطهاد للمسيحيين في مصر منيا بفشل ذريع في التفرقة بين ابناء الوطن الواحد كما انه ايضا يعد نموذجا ودرسا جديدا عن الوطنية لأكبر قوة في العالم ذات حضارة لا تعد مائتي سنة من قبل دولة ذات حضارة أكثر من سبعة آلاف سنة.. فهذا هو المصري والتاريخ يذكر عند انسحاب روميل القائد الألماني من مصر في معركة العلمين بعد هزيمته من المصريين لمعاونتهم لانجلترا علي اثر اتفاقية الجلاء قال: لقد فشلت في التفرقة بين أبناء الوطن الواحد مسلمين وأقباطا لاضعاف مصر وسهولة السيطرة عليها فوجدت الجندي المصري الذي يواجهني لا فرق بين مسيحي ومسلم في خندق واحد.