وصلتك الأمانة يا رب
كتبها Oliver الجمعة, 26 نوفمبر 2010 13:03
وصلتك الأمانة يا ربوصلتك الأمانة يا رب من نجع حمادي؟.
منذ شهور أرسلنا لك أبانوب و رفاقه من صعيد بلادنا . أرسلنا معهم رسالة . قلنا لهم أن يبلغوك كيف وصل الظلم إلي الحلقوم.قلنا لهم و حتماً قالوا لك أيها الملك أن الغرباء يريدون أن يستعبدوا أولاد الملك كما أراد نبوخذ نصر أن يستعبد الثلاث فتية.
أرسلنا معهم كتابة بالدم . أعرف أنك قرأتها.و أعرف ردك عليها. لقد أخبرتهم أن ينتظروا العبيد رفقائهم. أخبرتهم أن الكأس لم تمتلأ بعد.
قلنا لهم رجاء لعلهم أسترحمونك هنا. قلنا لهم يقولون علي ألسنتنا أن الأُجَرَاء قتلوا أصحاب الكرم.قالوا هلموا نقتلهم فتكون لنا مصر. و قتلوهم خارج الكرم. إنتظروهم ظانين في خروجهم أنهم ذهبوا خارج الكرم لأنهم يريدونهم بدون كرمتهم المظللة. قتلوهم و هم واهمون .ثم أدركوا أنهم متحدون بالكرمة و الكرمة كانت داخلهم.لأنك أيها الكرمة الحقيقية كنت فيهم. و هم لا يدركون.ظنوا مخطئين أن الكرم لا سياج له فقالوا هلموا ندوسهم. ما يعرفون أنك أعطيت أبناءك أن يدوسوا الحيات و ينتصرون.قالوا نبتلعهم ليس لهم إله لكنك أعلنت لهم ذاتك أنك المخوف لذلك يقاومونك بالأسلحة و يهجمون علي بنيك بالمركبات.و البحر لا زال ينشق و ينشق و سيضع هناك نهاية قريبة جداً لفرعون و جنوده.
وصلتك الأمانة يا رب من بغداد؟ .
لقد أرسلنا لك أيضاً رفقاء من هناك . بعيداً في بابل. حيث توجد المرأة السكري من دماء القديسين. تملأ نخبها بدمائهم الطاهرة .تشرب و تنتشي. هناك في بغداد الوطن المهجور من مسالميك.حيثتجرأ الأعداء و دنسوا مقدسك. تسللوا إلي الكرمة و توهموا أنهم نهبوا ميراثك. قتلوا أنفسهم بدماء شهدائك.فكان أول ثأر لك منهم . سلطتهم أنت علي أنفسهم كما أرادوا أن يتسلطوا علي شعبك. تباري الوحش و قرونه معاً. يتناطحون كثورٍ أعمي.يرتبكون لا يعرفون. شمالاً لا يبصرون يميناً لا يعرفون. قد ضاع منهم الفهم و صار الجهل أبٌ لهم.
ما أنت يا بابل. ما أنت بعيدة. هناك أنت بلبلت أفكارهم. فترنحوا كمن ضُربَ عنقه. أخزيت كبرياء أبراجهم الشريرة. و صفعت الوجه فيهم فذهبوا إلي الظلمة الأبدية.و تلاقت أبناءك في سماء المجد. من مصر و آشور ,صار الكاملون متحدون. لبسوا نفس الثياب. أخذوا جنسية المواطن العلوية. فوق كل السيادات الأرضية ترأسوا. و في العلويين تمجدت فيهم و مجدوك. من مصر و آشور حفرت نهر الدم. يربط بين المحبين. فيصيرون واحداً معك. يسري فيهم دمك عوضاً عن الدم الذي سفكوه. هناك بابل تتحداك, و هنا فرعون يتحداك . و البحر لا زال شاهدُ بينك و بينهم. و هو ينتظر فقط أمرك فينشق و يبتلع هؤلاء المتعجرفين.
وصلتك الأمانة يا رب. لابسة الأحمر من بصرة. ألبسها الأبيض من عندك. فلا زال حوض المعصرة فسيح. لا تشبع بابل أبداً لا تشبع. و الرفقاء يتوالون. يوماً بعد يوم تكثر الشدة, ليل بعد ليل تٌهرَق دماء عبيدك. فأشرق بنور وجهك علينا. هذا ما أوصيناهم كي يشفعون فينا .أشرق لا تختف في الضيقات. أعد سياج كرمتك. بحماية لا يبصرها العالم. و إبن أبراجك من جديد.عوضاً عن أبراج بابل الزائفة.
وصلتك الأمانة من مصر؟.
حيث أراد الأبطال أن يكرسوا لك بيتاً. قدموا أنفسهم هيكلاً عوضاً عن الحجارة. مكاريوس الشهيد يفرح بك لأنه صار مسكناً لك أفضل من كل الأبنية. قتلوه بين الهيكل و الساحة. لم يعرفوا أنه هو الهيكل ذاته. ظنوا أنهم يمنعون هيكلك من التجلي. و يحجبون بناءك عن الإرتفاع. هاجموا شعبك كمفترس وجد حملاً. نفثوا فيهم زفراتهم و حنقهم. شبوا علي أرجلهم لكي يقتلوا البعيد و القريب. ما هذا الغيظ منك و أنت حملٌ وديعُ. لماذا يكرهون الحب؟ إسأل مخلصنا أيها الشهيد الجميل مكاريوس متي يجد شعبك مسنداً لرأسه؟. ضع تحت أقدامه يا مكاريوس الحجارة التي تشتت من بناء معبده. قل له أنت تحول حجارة الأرض في يدك إلي جواهر سمائية تكلل بها عبيدك.أو تصنع منها أولاداً لإبراهيم كما يحسن في عينيك.أضفر دموعهم كعقد من لألئ يزين عيونهم الدامعة.
شعبك لا يحمل سيفاً فكن سيفاً لنا. شعبك لا يملك حصناً فكن لنا ملجأً. شعبك لا يعي لغة القسوة و الكراهية فرد أنت عنا كيد المفترين.لقد تنطع المتآمرون و إفتخروا بأن عبيدك تحت سيطرتهم. و هم أحرار لك ما إستعبدهم أحد.طحنوا النساء و فتكوا بالشباب. هؤلاء صاروا باقة زهور. هل وصلتك زهورنا يا رب.بجوار أهراماتك بصمة مسحاءك لا تنمح. لن تنمح أبداً.
وصلتك الأمانة يا رب,من صعيد مصر . قدمنا لك من بيوتنا المحترقة تضرعات المطمئنين. في قري بلادنا يتلذذون بمصرع البراءة. يفتكون بسلام الحملان هكذا كان مبتغاهم. فأشعلوا النيران في بيوت فقراءك. لكي يعودوا إلي عمل السخرة كمثل أيام فرعون. أما أنت فليصعد أنينهم نحوك مثل نار. فليشتعل غضبك لأجل أبرياء شعبك. وصلتك أصواتنا المبحوحة حزناً علي قتلانا و أسرانا و صياح المنهوبين من شعبك قد تماثل أمام عرش نعمتك يبتغيك مقصداً.
وصلتك الأمانة من قسنطينة الجزائر؟ .
هناك حيث ترفض الجزائر الكارزين. و تغلق علي التائبين فلا يشابهون أوغسطينوس.
يطردون حاملي إسمك خارج الأرض. و لا يعرفون أنهم هم بذواتهم الأرض الجديدة و ملحها. وصلتك من الجزائر صراعات النور مع الظلمات.يقيدون أيدي الذين يعرفونك فهل يستطيعون أن يقيدوا يدك الممدودة. وصلتك مضايقات شعبك هناك؟ يرقص الشامتون طرباً .كالفراشات يرقصون قبل مصرعهم في النار.وصلتك الأمانة يا رب من جزائر منغلقة علي نفسها.
وصلتك الأمانة يا رب من جنوب السودان؟.
هناك أبعد من النظر يسكن مسحاءك ليسوا بعيدون عن حدقة عينك. يصارعون تماسيح النيل . يقصدهم الشمال بالشر.الشمال عن يسارك . و مباركوك عن يمينك.
يضمر الشمال للجنوب حرباً مريعة .يتربصون كحية في قش. وها قرن الدمار ينتصب. و حراب الموت مستعدة. فإلي أين يهرب شعبك إلا إلي ملجأك فتحصنه.الشمال لا يعرفك و الجنوب يتهادي كقطيع صغير. يا راعي القطيع الصغير.
بذور حنطة هم.,يشابهونك يا حبة الحنطة. فهل تنتظر الموت؟أم الدفن ؟ أم تمتد يدك بمهارة أيها الكرام البارع و تصنع معها عجباً..
وصلتك الأمانة يا رب من لبنان؟.
ينعق البوم علي بنيك الذين إقتنيتهم. و صهيلُ لا ينقطع علي بنت شعبك. يا أرز لبنان الحلو. يا سرو الأفنية المقدسة. أيها الصخر اللابس النصرة . لا تدعهم يشعرون مثل إيليا في وحدته. لا تترك صور و صيدا و قد وعدتهما بحالة أكثر إحتمالاً. شط الرحيل يمتد هناك. و المستبعدون يتزايدون.خصومهم يتكاثرون كاليرقان ظانين أنهم يخفون شعبك. يربضون لهم في خفية. و لسانهم يذوب خداعاً.يطوقون عبيدك بقساوتهم و هم لسان من جلعاد .حملان وسط ذئاب هم . و مغتاظوهم يرسلون لهم الموت كهدية و في رسائلهم حماقة الحكم.فلتكن أنت للبنان حياته.و لشعبك حامياً أكثر من حصون الموتي و خطابات القتلي.
وصلتك الأمانة من بلاد سام ؟.
الناجي من طوفان بحر العالم الزائل مع أبيه نوح و إخوته.يتسائل العالم لماذا ترعي سام في مرابض غريبة. يقودها من لا يعرفك حسناً. تغترف من العالم و تملأ حجرها من نار غريبة فتتضرر من أفعالها. و الأبرياء عندها يصبون آلامهم . و البارعون في فنون الشر يحملقون فيها جداً. لماذا وضع المارقون عليك في قلوبهم أن يفترسوا شعبك هناك. لماذا يتصيدون الأبرياء في بيوتهم. و ينفجرون جهلاً و غباوة أمامهم. لماذا يسلبون حكمتها و يسبونها. يأكلون من يدها و يشمتون فيها. يحتضنوها و من خلف يطعنونها بخناجرهم المسمومة. من يخلص من ألاعيبهم سواك.
وصلتك الأمانة يا رب من أوروبا ؟.
. من عند حام أرتجي. من حيث عرفك الأولون. هناك في مهابط الجليد إستدفئوا بك. ينعمون في خيراتك و يحمدون. فلماذا لا يتجهون صوبك كهدف. تتمازج خطواتهم في مفارق كثيرة. أوربا ترسم التنين علي جبهتها فلم لا تصلح فكرها. وصلتك ثيابها الممزقة. تتصارع مع نفسها و يذوب وسطها الحملان قهراً. حام قد تخلص من اللعنة بصليبك فلماذا يقف التنين علي عُملته. و تكون خيراته لغيره. يتسائل البسطاء في حام. يرفعون أعينهم و يتسائلون. متي يعود شعبك فيفرح بك. و البركة تكون قسمتهم.
وصلتك الأمانة يا رب من أوروشليم؟.
من أورشليم يخرج برقاً . هناك حيث تأتي الشعوب إليك و يتمنطقون بقوة عند محرابك الأقدس. هناك ينتظر المختارون و يفغرون أفواههم دهشة ثم يتوارون..يرون بصماتك علي كل حجر و بشر. يرون نور قيامتك. يسمعون صوتك يتردد في شوارعها حيث أشبعتهم بالخير فيها. فوق جبالك يفوح عَبَقٌ لا مثيل له. موسي و الأنبياء هناك و قبر لعازر يشهد بعجائبك. هناك تحب الطيور أن ترتقي. لكن صوت الجلجال عند مهابط التلال.إضطراب كثير و ضوضاء. لماذا لا يعرفك شعبك هناك لماذا لا يعرفك؟ خاصتك لا تقبلك؟ لماذا آكلي خبزك يصرون علي رفضك؟ يفهم مختاروك كيف يعصونك و ليس من يندهش و المرذولين يحبونك أكثر من العشق و ليس من يتعجب؟.تتحير الأفهام في موطنك و لا يقبلون في قلوبهم من خََرج من صُلبهم. وصلتْكَ الأمانة من بيت لحم. حيث الذين تعلقوا بك ذابت دمائهم مثل الشمع. نار تحرق و حماس الظلم يأكل من كل جهة. يقولون سبيلك سبيلك و هم لا يعرفون الطريق . يتصايحون بإسمك باطلاً. تخرج حشودهم في مواكبهم الرهيبة تندد بالسلام و تعلن الحرب علي محبيك. قل لبيت لحم لست الصغري مجدداً.
عودة إلي الراحة ترتجي شعوبك. و من حولها يتربص الوحش . و وعودك الأكيدة لا تبالي بهم. فأنت تجري أوامرك كما تشق الحيتان مرماها.و لا يقف معترض ُفي طريقها. أوامرك تبلغ كصقر نحو مسعاها.فزلزل الأرض بمجد إسمك. هز عروش الشيطان. و عرفهم ضعفهم سريعاً . لأن أوطانك أرسلت لك أمانتها. شهوداً و شهداءاً من عندها أرسلت.زغاريد الضيقات ملأت ساحاتهم. و هم قد ولوا وجوههم نحوك.عارفين فيك كل ما هو خير و أكاليل.أرسلوا لك من أكمل سعيه و سنتبعهم بعد قليل لأننا نشتاق إلي موطننا. لكن دعنا نشهد أنك الغالب و ليس هم كما يدعون زيفاً و يصيحون كذباً.دعنا نشهد عملك فيما أنت تحييه.و أعنا لنؤمن أن الأمانة وصلتك يا رب.
موضوع: وصلتك الأمانة يا رب 
الثلاثاء نوفمبر 30, 2010 7:27 am
