منتدى الحق والحياة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


انَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي (يوحنا 6:14)
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Shefa2_channel
شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Alkarm
شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Sat7%20copy
شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 9071ramocafe
شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Thumbnail.php?file=HayatTV_626132456
شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 861703
شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Aghapy1
شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 427318

 

 شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
Rozaletta
Admin
Admin
Rozaletta


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 20/11/2010

شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس   شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 2:50 pm

شبهات وهميَّة حول رسالتي كورنثوس

قال المعترض: »جاء في 1كورنثوس 1:17 »لأن المسيح لم يرسلني لأعمِّد بل لأبشِّر« مع أن المسيح في متى 28:19 أرسل التلاميذ ليتلمذوا العالم كله، وليعمدوا كل من يؤمن«.

وللرد نقول: لم يقف بولس ضد المعمودية، فهو نفسه قد تعمَّد بالماء (أعمال 9:18 و22:16)، وعلَّم في رسائله بضرورة المعمودية (رومية 6:3 و4 وكولوسي 2:12)، ويقول إنه عمَّد بالماء كريسبس وغايس وبيت استفانوس (1كورنثوس 1:14 و16)، كما عمَّد سجان فيلبي وأهل بيته (أعمال 16:31-33). ولكن الذي قاومه بولس كان تعليم البعض بأن المعمودية إحدى شروط الخلاص، لأن الخلاص يكون بالإيمان بدم المسيح وحده والثقة في أخبار الإنجيل المفرحة (رومية 1:16).

قال المعترض: »ورد في 1كورنثوس 2:9 »بل كما هو مكتوب: ما لم ترَ عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان، ما أعده الله للذين يحبونه«. وهي مقتبسة من إشعياء 64:4 »ومنذ الأزل لم يسمعوا ولم يصغوا. لم تر عينٌ إلهاً غيرك يصنع لمن ينتظره«. ونسب مفسرو المسيحية هذا التحريف إلى إشعياء«.

وللرد نقول: لم ينسب مفسّر مسيحي هذا »التحريف« إلى إشعياء، وإنما قالوا إن الرسول بولس اقتبس من إشعياء بالمعنى. والاقتباس ثلاثة أقسام: مقبول، ومُباح، ومردود. فالأول ما كان في الخُطب والمواعظ والعهود. والثاني ما كان في القول والرسائل والقصص. والثالث على نوعين: أحدهما ما نسبه الله إلى نفسه، والآخر تَضْمين آية في معنى هزل.. فإن كان مسموحاً للأدباء أن يقتبسوا بالمعنى، أفلا يجوز للأنبياء الكرام أن يستشهدوا بأقوال بعضهم بعضاً، وهم أعرف من غيرهم بمعاني أقوال الوحي؟

قال المعترض: »اقتبس الرسول بولس في 1كورنثوس 3:19 قول أليفاز التيماني لأيوب »الآخذ الحكماء بمكرهم«. فكيف يقتبسه وقد قال الله لأليفاز: »حمي غضبي عليك وعلى صاحبَيْك، لأنكم لم تقولوا فيَّ الصواب، كعبدي أيوب« (أيوب 42:7). فإن كان الله قد غضب على أقوال أليفاز وصاحبيه، فكيف يقتبسها بولس الرسول باعتبارها وحياً؟«.

وللرد نقول: لم يقُل الله إن كل ما قاله أليفاز لأيوب يثير غضبه، بل قال إن غضبه ثار على أليفاز وصاحبيه لأنهم اتَّهموا أيوب بأن خطاياه هي سبب بلاويه. وما أكثر عبارات أليفاز الصحيحة، ومنها »المُنزل مطراً على وجه الأرض، والمرسل المياه على البراري« (أيوب 5:10).

اعتراض على 1كورنثوس 6:2 و3 - من يدين العالم؟

انظر تعليقنا على يوحنا 5:22 و27

قال المعترض: »يقول 1كورنثوس 6:10 إن سكيرين لا يرثون ملكوت الله، ولكن بولس ينصح تلميذه تيموثاوس (1تيموثاوس 5:23) أن يشرب خمراً. أليس هذا تناقضاً؟«.

وللرد نقول: انظر تعليقنا على 1تيموثاوس 5:23

قال المعترض: »جاء في 1كورنثوس 6:12 »كل الأشياء تحل لي، لكن ليس كل الأشياء توافق. كل الأشياء تحل لي، لكن لا يتسلّط عليّ شيء«. وهذا يعني أن كل شيء مباح ما دام يرضي الضمير؟«.

وللرد نقول: نرجو أن نضيف إلى هذه آيةً تقول: »كل الأشياء تحلّ لي، ولكن ليس كل الأشياء تبني« (1كورنثوس 10:23). وهذه القواعد الثلاث تشترك في أساسها وهو أن المسيحي حرّ، ما دام في المسيح، وما دام الروح القدس فيه، فتكون كل الأشياء طاهرة له (رومية 14:20) على شرط أن يمتنع عما يضرّه أو يضرّ غيره، وعلى شرط أن لا يصبح عبداً تتسلَّط عليه طبيعته الجسدية أو عاداته أو شهواته، وعلى شرط أن يمارس فقط ما يبني حياته وحياة غيره روحياً ونفسياً وعاطفياً واجتماعياً وجسدياً.

قال المعترض: »جاء في 1كورنثوس 6:13 »الأطعمة للجوف، والجوف للأطعمة، والله سيبيد هذا وتلك«. فإن كان الله سيبيد الجسد، فكيف يعلِّم أن الجسد سيقوم من الموت عند مجيء المسيح ثانيةً، ويقول في 1كورنثوس 15:13 »فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام«؟«.

وللرد نقول: لا بد أن يقوم ذات الجسد الذي دُفن في القبر، كما قام المسيح من قبره وتركه فارغاً، واحتفظ جسده بآثار المسامير واحتفظ جنبه بطعنة الحربة (يوحنا 20:27). أما قول بولس إن الله سيبيد هذا الجسد وتلك الأطعمة فيشير إلى طبيعة الموت والدفن، لا إلى طبيعة القيامة، بدليل القرينة المحيطة بقوله »الله سيبيد هذا وتلك«. أما طبيعة الجسد الذي سيقوم فهي لا تحتاج إلى طعام ولا شراب ولا زواج.

قال المعترض: »جاء في 1كورنثوس 7:8 »ولكن أقول لغير المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا«. ومعروف أن بولس الرسول لم يكن متزوجاً. فكيف نوفّق بين رأي بولس الرسول وأوامر الرب بالزواج في التكوين 2:18؟ ثم أن كلمات بولس في 1كورنثوس 7:10 تعطي انطباعاً أنه يوافق على الطلاق«.

وللرد نقول: من المؤسف أن هذا الأصحاح أُسيء تفسيره، حتى قال البعض إن بولس ضد الزواج وإنه يحتقر المرأة. وهذا ليس صحيحاً، فإنه ذكر أن الذين يمتنعون عن الزواج هم شياطين (1تيموثاوس 4:1-3). ولكن يجب أن نذكر أن الرسول كتب هذا الأصحاح ليجاوب على أسئلة محدَّدة عن حالة خاصة في كورنثوس، ولم يكن يكتب عن الزواج عموماً (راجع آية 26 مثلاً). وليس معنى هذا أن كل ما قاله الرسول هنا مُلزِمٌ لكل موقف في كل مكان في كل زمن. والرسول يبدأ الأصحاح بقوله: »أما من جهة الأمور التي كتبتم لي عنها، فحسنٌ للرجل أن لا يمسّ امرأة« ولم يقُل »يجب أن الرجل«. وهو يسرع بالقول: »ولكن بسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته، وليكن لكل واحدة رجلها«.

والرسول يقول إنه بسبب الاضطهادات الشديدة الواقعة على المؤمنين يحلُّ لهم أن لا يتزوّجوا، ولو أن لكل إنسان حق الزواج، وأن شريعة الزواج تقيّد كلاًّ من الرجل والمرأة حتى لا يحقّ لأحدهما أن ينفصل عن الثاني إلا انفصالاً مؤقتاً (آيات 1-5). وقد أوضح الرسول أن ما يقوله عن الزواج هو نصيحة وليس أمراً (آيات 6-9) وأن الطلاق محرَّم (آيتا 10 و11) وأنه إن كان أحد الزوجين مؤمناً والآخر غير مؤمن، ورضي غير المؤمن أن يبقى مع شريكه المؤمن فلا يجوز الانفصال. ولكن إن رفض الطرف غير المؤمن استمرار الزواج، فإن الطرف المؤمن يمكن أن يتزوج (آيات 12-15). ويوصي الرسول المؤمنين أن يمتنعوا عن الانفصال ويتحاشوا أسبابه، لأن الإنجيل يدعونا للسلام، ولا يدعونا لتغيير الحالة الاجتماعية التي وجدنا أنفسنا عليها. والرسول هنا لا يحكم بضرورة الختان أو الغُرلة أو الحرية أو العبودية، لكنه يريدنا أن ننتبه إلى ما يجب علينا من نحو الله. وعلى هذا فلْيبْقَ كل مؤمن في الحالة الاجتماعية التي وجد نفسه فيها (آيات 16-24).

ويطالب الرسول المؤمنين أن يبقوا بدون زواج بسبب الاضطهاد والضيق، ولكن الرجل الذي يزوِّج عذراءه (ابنته أو الفتاة التي يتولى أمرها) لأنه وجد أنها تكبر في العمر فإنه لا يرتكب خطأ، فليزوِّجْها، أما من لا يرى اضطراراً لتزويجها فيمكنه أن يُبقيها في بيته (آيات 25-35). على أن الزواج يجب أن يكون في الرب فقط، فالأطفال سيتبعون مثال آبائهم الذين يجب أن يكونوا مؤمنين (آيات 36-40).

ومن هذا العرض السريع نرى أن الرسول بولس ليس ضد الزواج، وليس في صفّ الطلاق، لكنه ينصح أن تبقى الزوجة المؤمنة مع زوجها غير المؤمن إن رضي هو بذلك من أجل سلامة الأسرة وتربية الأولاد. ولم يُلْقِ إرهاقاً على من يتركه شريكه، إذ أن له أن يتزوج أيضاً.

قال المعترض: »الذي يقرأ رسالتي كورنثوس يكتشف أن بولس يعتبر نفسه أقل من سائر الرسل. ويظهر صراحة من كلامه أنه لم يكتب بوحي الروح القدس. وكأمثلة نقتبس من الرسالتين بعض أقواله. جاء في 1كورنثوس 7:10 و12 و25 »وأما المتزوّجون فأوصيهم لا أنا بل الرب.. وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب.. وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهنّ، ولكني أعطي رأياً كمن رحمه الرب أن يكون أميناً«. وجاء في 2كورنثوس 11:17 »الذي أتكلم به لست أتكلم به حسب الرب، بل كأنه في غباوة«. وجاء في 2كورنثوس 12:11 »قد صرتُ غبياً وأنتم ألزمتموني«.

وللرد نقول: (1) قوله في 1كورنثوس 7:10 »المتزوّجون أوصيهم لا أنا بل الرب: أن لا تفارق المرأة رجلها«. فالمؤمنون في كورنثوس استفهموا من الرسول عن مسألة انفصال أحد الزوجين، فأخبرهم أن المسيح حكم في هذه المسألة حكماً صريحاً (كما في متى 5:32 و19:3-9 ومرقس 10:2-12 ولوقا 16:18). فليس قصد الرسول أن يفرّق ويميّز بين ما علّمه المسيح بفمه وهو على الأرض، وبين ما ألهمه الروح القدس، بل قصد أن المسيح سبق فحكم في هذه المسألة، بحيث إذا زاد شيئاً كان تحصيل حاصل. ومقتضى أمر المسيح هو أنه لا يجوز للرجل أن يترك امرأته، ولا للمرأة أن تترك زوجها. فرباط الزيجة لا ينفك إلا بزنى أحد الزوجين. وقول الرسول بولس، لا يعني (كما ادّعى الكفرة) أن بولس كان لا يرى نفسه ملهَماً. وقد وردت آيات كثيرة قال فيها إن الله هو الذي كان ينطق عن لسانه وأوحى إليه بأسرار المسيح.

(2) أما قوله في 1كورنثوس 7:12 »وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب: إن كان أخٌ له امرأة غير مؤمنة وهي ترضى أن تسكن معه فلا يتركها«. فقوله »أنا لا الرب« معناه أن المسيح لم يتكلم في مسألة معاشرة المرأة الغير مؤمنة للمؤمن، ولم يُدوَّن شيء بخصوصها في الكتب الإلهية قبل الآن. أما في مسألة الطلاق التي تقدَّم ذكرها فقد سبق أن حكم فيها المسيح، ودُوِّنت أحكامه في الأناجيل. أما مسألة إذا كان أحد الزوجين غير مؤمن، فتكلم فيها الرسول بولس بصفة أنه من الرسل الذين لا يتكلمون إلا بإلهام الروح القدس، وبرهان ذلك قوله في آية 40 إن كلامه صادر عن روح الله، فلا يُعقل أنه يعارض نفسه بنفسه، بأن يقول إن كلامه وحي وغير وحي في آنٍ واحد. وقِس على ذلك في آية 25 »وأما العذارى فليس عندي أمر من الرب فيهنّ، ولكني أعطي رأياً كمن رحمه الرب أن يكون أميناً«. فقوله »ليس عندي أمر من الرب« يعني أنه لم يرد أمرٌ صريح في كتاب الله بخصوص هذه المسألة. ولكنه قال فيها كلام رجلٍ أمين افتداه المسيح برحمته ونعمته. أما قوله في آية 40 »أظن أني أنا أيضاً عندي روح الله« فالكلمة اليونانية المترجمة »أظن« تفيد اليقين، إذ لا يجوز أن يكون مرتاباً في أن روح الله هو الذي كان ينطق على لسانه، فكيف يكون مرتاباً وهو يسنّ قوانين يسير بموجبها المؤمنون؟ وإنما قال بالظن وأراد اليقين، تواضعاً منه.

(3) أما قوله في 1كورنثوس 7:25 »وأما العذارى فليس عندي أمرٌ من الرب فيهنّ، ولكني أعطي رأياً كمن رحمه الرب أن يكون أميناً« فقد ظن البعض أنه يفيد أن بولس ينكر أنه كتب هذا الفصل بالوحي. ولكن يجب أن لا ننسى أن الرسول ليس غرضه هنا أن يثبت أو ينفي كونه يتكلم بالوحي، فقوله هذا لا يفيد أنه تكلم هنا بغير قيادة الوحي. فالوحي معناه أن الكاتب يتلقَّى إرشاداً من الله، أو كما يقول بطرس عن كتبة الأسفار إنهم كانوا مسوقين من الله (2بطرس 1:21). ولا يخفى أن رسائل بولس تتضمن مواضيع شتى لم يُشِر إليها المسيح، وهذا مطابق لكلام المسيح نفسه (يوحنا 16:12 و13) فرسائل بولس تضع أمامنا تعاليم الإنجيل الجوهرية الخاصة بالكنيسة، وتتضمن أيضاً كثيراً من الحوادث التاريخية، وتصوّر لنا عواطف الرسول نفسه وإحساساته. وتتضمن أيضاً إشارات مخصوصة وتحيات أخوية، كما وردت بها أيضاً نصائح طبية، وطلب خدمات خاصة. ولا يمكن أن يُقال إن كل ما كتبه بولس متساوٍ في أهميته روحياً. ولكن هذا لا ينفي أن كله لازم ومفيد لنا، وكله أيضاً موحى به من الله، وكانت مشيئته أن يكتب بولس كما كتب.

إن ما كتبه بولس في 1كورنثوس 7:25 فهو رأيه الشخصي، وهو في الوقت نفسه من وحي الروح القدس إليه، فكتب بهذا الأسلوب عينه. وكانت مشيئة الله أن يعطي في هذه القضية المطروحة أمامنا تعليماً للكنيسة لا في صيغة الأمر، بل في أسلوب نصيحة على لسان الرسول لكنيسة كورنثوس، كمبدأ لمن شاء اتِّباعه. وعند قراءة 1كورنثوس 7 يجب أن نتذكر الضيق الذي كان واقعاً على تلك الكنيسة (انظر 1كورنثوس 4:26) فلا نستغرب ورود كلام الروح القدس للكورنثيين في أسلوب النصيحة مع تركه الحرية لهم في تلك القضية بسبب ذلك الضيق. وعليه لا يمكن الادّعاء بأن تصريحات بولس في هذا الفصل تنفي أنه كان موحَى إليه في ما كتبه.

(4) أما قوله في 2كورنثوس 11:17 »الذي أتكلم به لست أتكلم به بحسب الرب، بل كأنه في غباوة، في جسارة الافتخار هذه«. فيعني أنه التزم أن يخرج عن مثال الرب الذي كان قدوةً كاملة في التواضع والوداعة، لتبرئة نفسه من افتراء أعدائه. ومع ذلك فكلامه ليس مخالفاً لمثال المسيح، لأنه لم تكن غايته الافتخار، بل تأييد الحق.

(5) أما قوله في 2كورنثوس 12:11 فيقصد بولس أن الافتخار ليس من صفات العاقل الحليم. ولكن لما كانت الضرورات تبيح المحظورات، فقد افتخر بولس بنفسه، لأن بعض أعدائه في كورنثوس حاولوا صدّ المؤمنين عن الحق، فأخبرهم الرسول أن الله هو الذي أعلن له الوحي الإلهي، وأنه قاسى الضيقات والاضطهادات والشدائد حباً في المسيح، وأنه صنع بينهم آيات وعجائب وقوات، وأنه رسول. وقال لهم في آية 6 »إن أردتُ أن أفتخر لا أكون غبياً« لأن المقصود دحض افتراء المفترين وتثبيت المؤمنين في الحق. فكيف لا يرى نفسه مُلهَماً في كل وقت، وهو يقول: »إني فعلتُ الآيات والمعجزات ولست أقل من أعظم الرسل«؟

قال المعترض: »جاء في 1كورنثوس 7:14 »لأن الرجل غير المؤمن مقدس في المرأة، والمرأة غير المؤمنة مقدسة في الرجل. وإلا فأولادكم نجسون. وأما الآن فهم مقدسون« ولكن جاء في أفسس 2:3 »الذين نحن أيضاً جميعاً تصرَّفنا قبلاً بينهم في شهوات جسدنا، عاملين مشيئات الجسد والأفكار، وكنّا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضاً«. وما جاء في أفسس 2:3 يعني أن كل الناس خطاة بالطبيعة، وهو ما يعلّمه كل الكتاب المقدس (قارن مزمور 51:5 وتكوين 8:21 ويوحنا 3:6). فما هو إذاً معنى قول بولس في 1كورنثوس 7:14 إن أولاد المؤمن أو المؤمنة مقدَّسون؟«.

وللرد نقول: الحديث في هذا الأصحاح ليس عن الحالة الشخصية للأولاد، بل عن العلاقة بينهم ووالديهم. فيقول: »الرجل غير المؤمن مقدَّس في المرأة«. ولا يمكن أن يفهم عاقل من هذه العبارة أن غير المؤمن إذا كانت له امرأة مؤمنة يصبح قديساً. ولكن المعنى المقصود هو أن اختلاط الزوجة المؤمنة بالرجل غير المؤمن ليس نجساً. على أن غير المؤمن هو في ذاته نجس أمام الله. ولكن هذه الحقيقة لا تؤدي إلى فك أو ملاشاة الروابط العائلية. فكل ما يمارسه المؤمن بحسب مشيئة الله وفي نور قداسته هو مقدس (قارن 1تيموثاوس 4:4 و5).

أولاد المؤمنين إذاً مقدَّسون لوالديهم، حتى لو كان أحد الوالدين غير مؤمن. وعلينا أن نتذكر أن هذه القضية كانت مهمة جداً في ذلك العصر، فعند بداية الكرازة بالإنجيل كان يحدث أن تقبل الإيمان امرأة ويظل زوجها وثنياً، أو يؤمن الزوج وتبقى المرأة وثنية. وهذا أدّى إلى البحث في هذه القضية.

ولم يقصد الرسول في هذا الأصحاح أن يبرر زواج المؤمنين بغير المؤمنات وبالعكس. بل يجب أن يتزوج المؤمن بمؤمنة (انظر 1كورنثوس 7:39). ولكن الكلام هنا هو عن زواجٍ تمّ قبل الإيمان. ولذا قال لهم إن هذه الرابطة الزوجية لا تنجّسهم أمام الله، كما أن أولادهم أيضاً لم يكونوا نجسين بسبب ذلك الزواج. وعليه فالقرينة تثبت أن كلام بولس في 1كورنثوس 7:14 لا ينفي هذه الحقيقة الراهنة أن كل البشر بحسب الطبيعة خطاة مولودون بالإثم.

قال المعترض: »جاء في 1كورنثوس 9:20 و21 »صرتُ لليهودي كيهودي لأربح اليهود، وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس لأربح الذين تحت الناموس، وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس، مع أني لست بلا ناموس، بل تحت ناموس المسيح، لأربح الذين بلا ناموس«. أليس هذا هو اللف والدوران وعدم الثبوت على المبدأ؟«.

وللرد نقول: لقد أنكر الرسول نفسه واستعبدها للجميع ليربح الجميع، فجمع كل أنواع الحِلْم والتنازل عن العَرَضيات، لا الأساسيات، دون أن ينافي ضميره، بقصد عدم إغاظة سامعيه بدون داعٍ وبدون اضطرار. وافق بولسُ الناسَ على ذوقهم وعاداتهم في كل الأمور الجائزة حتى لا يهيّج غضبهم وتعصّبهم، ليرشدهم إلى الخلاص بالمسيح. راجع ما عمله لليهود الذين تحت الناموس، تجد أنه ختن تيموثاوس (أعمال 16:3)، وأخذ عهد النذير (أعمال 21:21-27)، ودعا نفسه فريسياً (أعمال 23:1-6)، وحكم عليهم باللطف ودعاهم للتوبة (أعمال 17:28-31)، ودافع عن عدم مطالبتهم بحفظ ناموس موسى (غلاطية 2:12)، وقال إن ناموس الله مكتوب على قلوب الوثنيين (رومية 2:14 و15). أما للضعفاء فقد صار كضعيف. وعظ الكلام البسيط، وقدَّم اللبن لا الطعام الدسم (1كورنثوس 3:2). وقصده أن يخلِّص على كل حال قوماً (آية 22).

فهل هذا لفٌّ ودوران؟ هذه هي الحكمة التي طالبنا المسيح بها حين أرسلنا مثل حملان وسط ذئاب. فلنكن حكماء كالحيات مع الاحتفاظ ببساطة الحمام (متى 6:6). والحيات مشهورة بشدَّة احتراسها من الخطر، فعلى التلاميذ أن يماثلوها بالاحتراس وليس بالخبث. أما الحمام فإنه مشهور بالوداعة وعدم الإيذاء.. والمسيح نموذج في ذلك. كان حكيماً في إجابة أسئلة الفريسيين (متى 22:15-46)، وكان وديعاً وداعة الحمام وقت محاكمته (متى 26:63 و64).

قال المعترض: »ورد في 1كورنثوس 10:8 »ولا نَزْنِ كما زنى أناسٌ منهم فسقط في يوم واحد 23 ألفاً« ولكن ورد في سفر العدد 25:9 »وكان الذين ماتوا بالوباء 24 ألفاً ففيهما اختلاف بمقدار ألف«.

وللرد نقول: تكلم الرسول على الذين سقطوا في يوم واحد، وقال: »فسقط في يوم واحد 23 ألفاً«. وفي سفر العدد ذكر مجموع الذين هلكوا بسبب خطاياهم في أكثر من يوم واحد. ولو قال سفر العدد إنه مات في يوم واحد 24 ألفاً، لحصل التناقض، ولكنه بعد أن ذكر ما كان من خطايا بني إسرائيل، وغضب الله عليهم، قال »ومات 24 ألفاً«. إذاً لا يوجد تناقض لاختلاف الزمان.

اعتراض على 1كورنثوس 10:11 - أواخر الدهور

انظر تعليقنا على فيلبي 4:5

اعتراض على 1كورنثوس 10:13 - مصائب المؤمنين

انظر تعليقنا على أمثال 16:4

قال المعترض: »ورد في 1كورنثوس 10:28 »ولكن إن قال لكم أحد: هذا مذبوح لوثن، فلا تأكلوا من أجل ذاك الذي أعلمكم، والضمير، لأن للرب الأرض وملأها«. فقوله »لأن للرب الأرض وملأها« أُضيفت في وقت لاحق، وأسقطها كريسباخ«.

وللرد نقول: لما رأى كريسباخ ومن حذا حذوه أن القول »لأن للرب الأرض وملأها« موجودة أيضاً في آية 26، قال إنها زائدة. وهي ليست زائدة بل مكررة فقط، لأنها موجودة قبل هذه العبارة بآيتين ثم أنها مقتبسة من سفر التثنية 10:14 ومن مزمور 24:1.

قال المعترض: »جاء في 1كورنثوس 11:5 »كل امرأة تصلي أو تتنبّأ ورأسها غير مغطى، فتشين رأسها، لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه«. فهل هذا يعني ارتداء الحجاب في الكنيسة؟«.

وللرد نقول: يجب أن نفرِّق بين معنى أية فقرة كتابية وتطبيقها اليوم على حياتنا، فالمعنى هو ما قالته الفقرة الكتابية لأهل زمانها، أما تطبيقها فهو ما يجب أن نفعله نحن اليوم. ومعنى الآية هو أن المرأة التي تصلي وتتنبأ برأس غير مغطاة تشين رأسها، الذي هو زوجها (1كورنثوس 11:3 و7 و9)، فقد كان غطاء الرأس علامة احترام الزوج. وفي مثل تلك الحضارة يجب أن تغطي المرأة رأسها وهي تصلي، أو وهي تتنبأ. وتطبيق ما جاء في 1كورنثوس 11:5 اليوم هو ضرورة احترام الزوجة لزوجها.

ولنعطِ مثلاً لمعنى الفقرة وتطبيقها، فقد أمر المسيح تلاميذه في رحلتهم التبشيرية »لا تحملوا شيئاً للطريق، لا عصاً ولا مزوداً ولا خبزاً ولا فضةً. ولا يكون للواحد ثوبان« (لوقا 9:3). فهذا أمر واضح المعنى للتلاميذ، ولكننا نطبِّق اليوم روح الأمر لا حرف الأمر. فالمفروض أن الذي يخدم الرب يعتمد عليه تماماً في سداد أعوازه. والدليل على هذا أن المسيح سأل تلاميذه بخصوص هذه الرحلة: »حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية، هل أعوزكم شيء؟« فقالوا: »لا«. (لوقا 22:35).

انظر تعليقنا على 1تيموثاوس 2:12-14.

اعتراض على 1كورنثوس 14:34 - صمت النساء في الكنيسة

راجع تعليقنا على 1تيموثاوس 2:12-14

اعتراض على 1كورنثوس 15:20-23 - من أول من قام من الأموات؟

انظر تعليقنا على أعمال 26:23

اعتراض على 1كورنثوس 15:24 - مُلك المسيح، هل هو أبدي؟

انظر تعليقنا مزمور 145:13

قال المعترض: »جاء في 1كورنثوس 15:28 عن المسيح إنه »سيَخْضَع للذي أخضع له الكل، كي يكون الله الكل في الكل«. وهذا يعني أن المسيح أدنى مرتبة من الله«.

وللرد نقول: المسيح كابن الإنسان هو الوسيط بين الله والعالم، ولذلك قام ويقوم وسيقوم بجميع الأعمال التي تتطلب الوساطة بين الله والعالم. وعندما ينتهي العالم، وتنتهي تبعاً لذلك جميع الأعمال التي تتطلب الوساطة، لا يبقى احتياج للوساطة، فيتخلّى المسيح حينئذ عنها، ويتبوّأ فقط مركزه الأزلي الذي كان يشغله بالنسبة إلى اللاهوت قبل خلق العالم، وبذلك يكون الله (أو اللاهوت) هو الكل في الكل، أي دون أن يكون في الوجود خلائق تخالف مشيئته، وتحتاج إلى قيام أقنوم الابن بدور الوساطة فيشفع فيها أو يكفّر عنها. فيتَّضح أن خضوع الابن للآب في نهاية الدهور سيكون فقط بوصفه ابن الإنسان الوسيط بين اللاهوت والعالم. أما بوصفه الابن الأزلي، فهو والآب واحد، والكرامة التي تليق بالآب تليق به. ومما يثبت صحة ذلك أن الآية لا تقول: »كي يكون الآب الكل في الكل« بل تقول: »كي يكون الله الكل في الكل«، مما يدل على أنه لا فرق بين أقنوم وآخر في اللاهوت.

اعتراض على 1كورنثوس 15:36 - لماذا قال: يا غبي؟

انظر تعليقنا على متى 5:22

قال المعترض: »ورد في 1كورنثوس 15:51 و52 »هوذا سرٌّ أقوله لكم: لا نرقد كلنا، ولكننا كلنا نتغيّر، في لحظة، في طرفة عين، عند البوق الأخير. فإنه سيُبوَّق فيُقام الأموات عديمي فساد، ونحن نتغير«. وهذه الأقوال كلها أكل عليها الدهر وشرب، وقد تكون خطأً«.

وللرد نقول: أوضح الرسول بولس في هاتين الآيتين أن الله يقيم الموتى في طرفة عين بقدرته العجيبة، وأن عند مجيء المسيح ثانيةً تتغيَّر أجساد المؤمنين القابلة للفساد وتصير أجساداً مجيدة غير قابلة للفساد.

انظر تعليقنا على 1تسالونيكي 4:15-17.

قال المعترض: »جاء في 2كورنثوس 5:20 »لأنه (الله) جعل الذي لم يعرف خطية (المسيح) خطيةً لأجلنا، لنصير نحن برَّ الله فيه« وجاء في غلاطية 3:13 »المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنةً لأجلنا، لأنه مكتوب: ملعون من عُلِّق على خشبة«. وبولس هنا يلعن المسيح ويدعوه خطية، فكيف يكون ربَّه؟«.

وللرد نقول: المسيح هو البار المبارك، لكنه رضي أن يصير خطيةً لأجلنا لأن الله أرسله »في شِبه جسد الخطية« (رومية 8:3)، ووضع عليه إثم جميعنا (إشعياء 53:6)، فحمل خطية غيره، وعومل معاملة الخاطئ، وأُدين ليتبرَّر كل من يؤمن به ولا يُدان. وبهذا يعامل الله الذين يقبلون خلاص المسيح معاملة الأبرار رغم خطيتهم، لأنه حسب المسيح خطية مع أنه بريء منها. وفي الأصحاح الثالث من رسالة غلاطية يذكر الرسول بولس لعنتين، الأولى في آية 10 »ملعون من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في أعمال الناموس ليعمل به« وهي لعنة عمَّت الجنس البشري كله بسبب سقوطه في الخطية، فكلنا خطاؤون. أما اللعنة في آية 13 فهي اللعنة التي احتملها المسيح ليفدينا من اللعنة الأولى. فاللعنة الأولى لعنة الذنب، والثانية لعنة عقاب المسيح حتى يرفع الذنب، فصار خطيةً لأجلنا نحن الخطاة، ليصير كل من يؤمن به برَّ الله في المسيح. وهذا البر هو الذي برَّرنا المسيح به، والفداء الذي دبَّره بأن فدانا واشترانا ودفع الثمن الذي طالبت به الشريعة. واقتبس الرسول بولس جزءاً من تثنية 21:23 والذي يقول »المعلَّق ملعون من الله« ولم يورد »من الله« لأن المسيح لم يكن ملعوناً من الله حقيقة، بل عامله الله كأنه كذلك، ليوجد لنا الفداء، ولهذا قيل: »أحبنا المسيح وأسلم نفسه لأجلنا قرباناً وذبيحة لله رائحة طيبة« (أفسس 5:20).

الفصل التالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rozaletta
Admin
Admin
Rozaletta


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 20/11/2010

شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس   شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 2:52 pm

شبهات وهميَّة حول رسالة غلاطية

اعتراض على غلاطية 2:11 - هل الرسول بطرس مُلهَم؟

انظر تعليقنا على أعمال 11:2 و3 وأعمال 15

اعتراض على غلاطية 2:16 - هل الناموس كامل؟

انظر تعليقنا على مزمور 19:7

قال المعترض: »ورد في غلاطية 2:20 و21 »فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي. لست أُبطل نعمة الله، لأنه إن كان بالناموس برّ، فالمسيح إذاً مات بلا سبب«. وورد في غلاطية 3:10 »لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة، لأنه مكتوب ملعونٌ كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به«. وورد في غلاطية 3:23-25 »ولكن قبلما جاء الإيمان كنّا محروسين تحت الناموس، مُغلقاً علينا إلى الإيمان العتيد أن يُعلن. إذاً قد كان الناموس مؤدِّبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان. ولكن بَعْد ما جاء الإيمان لسنا بعد تحت مؤدِّبٍ . وهذا تناقض«.

وللرد نقول: لا يمكن لأحد أن يحفظ الناموس تماماً، فإن هذا مستحيل. فمعنى القتل في قوله: »لا تقتل« ليس استعمال الآلة الحادة التي يقتل بها الإنسان قريبه فقط، بل معناه أيضاً عموم الغضب، لأن الغضب يؤدي إلى القتل. ومن تعدى على أخيه بأن أساء لسمعته أو قطع معاشه أو غضب عليه كان بمنزلة القاتل. وقِسْ على ذلك باقي وصايا الله. فحوادث الدنيا اليومية ناطقة بأنه لم يخْلُ أحدٌ من الخطية. وحكم الله في كتابه أنه ملعون كل من لم يحفظ الناموس، وكل نفس تخطئ موتاً تموت. ومقتضى هذا الحكم أن كل الناس محكوم عليهم بالموت الأبدي في جهنم النار، بلا استثناء. غير أن الله تفضَّل ووضع طريقة بها يتبرر الخاطئ ويكون الله مع ذلك باراً، هي الإيمان بالرب يسوع المسيح الفادي الكريم. وقد كانت الذبائح في العهد القديم تشير إلى ذلك، فكان الناموس مؤدِّبنا (أي معلمنا) إن الخلاص بالفداء. فلو كان يمكن الخلاص بالأعمال لما لزم الحال إلى موت الفادي الكريم. فطريقة الخلاص هي الفداء بسفك دم المسيح. فالرسل والأنبياء خلصوا بالإيمان بالفادي الكريم، وكان بنو إسرائيل يقدمون الذبائح إشارة إلى ذلك.

اعتراض على غلاطية 3:1 - لماذا دعاهم أغبياء؟

انظر تعليقنا على متى 5:22

اعتراض على غلاطية 3:13 - المسيح صار خطية ولعنة

انظر تعليقنا على 2كورنثوس 5:20

قال المعترض: »جاء في غلاطية 3:17 »إن الناموس الذي صار بعد أربعمئة وثلاثين سنة لا ينسَخ عهداً قد سبق فتمكَّن من الله نحو المسيح«. وهذا يعني أن بين عهد الله لإبراهيم وشريعة موسى كان 430 سنة. ولكن وعد الله لإبراهيم في تكوين 12:1-3 كان نحو عام 2000ق م، وإعطاء الشريعة لموسى كان عام 1450 ق م، فيكون بولس قد أخطأ في الحساب نحو مئة سنة«.

وللرد نقول: لا يشير الرسول بولس إلى عهد الله لإبراهيم، بل إلى تأكيد العهد ليعقوب، ويقول: »عهداً قد سبق فتمكَّن«. وقد تمكن العهد ليعقوب في تكوين 46، نحو عام 1877 ق م. ولما كان الخروج قد جرى نحو عام 1447 ق م (قارن 1ملوك 6:1)، تكون المدة 430 عاماً بالضبط.

قال المعترض: »جاء في غلاطية 4:4 أن الله أرسل ابنه مولوداً من امرأة، فهل تتفق ولادة الله من امرأة مع قداسته؟«

وللرد نقول: خلق الله المرأة كما خلق الرجل. وبما أن الله طاهر ولا يصدر عن الطاهر إلا كل طهارة، إذاً فلا نجاسة في المرأة أو الرجل من حيث تكوينهما الجسدي الذي خلقهما الله عليه. فضلاً عن ذلك، فإن الله كان قد تدخّل بصفة خاصة في ولادة المسيح من العذراء، بأن حلَّ عليها بروحه وظلّلها بقوته (لوقا 1:35) فلا مكان لهذا الاعتراض.

انظر تعليقنا على 1تيموثاوس 2:11-14.

اعتراض على غلاطية 4:10 و11 - هل نُقض الناموس؟

انظر تعليقنا على متى 5:17-19

قال المعترض: »جاء في غلاطية 4:24 »لأن هاتين هما العهدان: أحدهما من جبل سيناء، الوالد للعبودية« وهذا يعني أن الناموس الموسوي ناموس عبودية. لكن جاء في يعقوب 1:25 أنه ناموس الحرية«.

وللرد نقول: ناموس الحرية في رسالة يعقوب هو ناموس المسيح وشريعة الموعظة على الجبل، لأنه يمنحنا الولادة الجديدة التي تسهّل علينا الطاعة. أما ناموس موسى فقد قال عنه الرسول بطرس إنه نير »لم يستطع آباؤنا ولا نحن أن نحمله« (أعمال 15:10).

اعتراض على غلاطية 5:3-6 - هل الناموس أبدي؟

انظر تعليقنا على أعمال 15:1-5

قال المعترض: »جاء في غلاطية 6:2 »احملوا بعضكم أثقال بعض« لكنه يمضي فيقول في آية 5 »كل واحد سيحمل حمل نفسه«.

وللرد نقول: واضح جداً أن غلاطية 6:2 تعني أن يكون المؤمنون متحابّين متعاونين، يساعدون بعضهم بعضاً وقت الضيق، بينما تعني الآية الثانية أن كل مؤمن مسئول عن عمله أمام الله، وسيعطي حساباً لله عن نفسه.

قال المعترض: »جاء في غلاطية 6:7 إن الله لا يُشمخ عليه، لكن في لوقا 22:63 نجد أن المسيح شُمخ عليه. وهذا يعني أنه ليس الله«.

وللرد نقول: الفعلان الواردان في الاقتباسين فعلان مختلفان، ولهما معنيان مختلفان، فالفعل في غلاطية هو الشموخ، أما في لوقا فهو الاستهزاء. والمعنى في الآيتين يكمل أحدهما الآخر، فقد يشمخ إنسان على الله فيعاقبه الله، لأن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً. قد يجدف إنسان على الله ويكفر به، فيعاقبه الله. »قال الجاهل في قلبه: ليس إله« (مزمور 14:1) »الساكن في السماء يتكلم عليهم بغضبه ويرجفهم بغيظه« (مزمور 2:5).

قال المعترض: »جاء في غلاطية 6:10 »فإذاً حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الإيمان«. ولكن هذا يناقضه ما جاء في رسالة يوحنا الثانية 10 و11 »إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام. لأن من يسلِّم عليه يشترك في أعماله الشريرة«..

وللرد نقول: لا يمكن اتهام بولس ويوحنا بالتناقض في هذين الفصلين، فبولس يحثّ المؤمنين على الإحسان إلى الجميع، بينما يوحنا يحذّرهم من أن يقبلوا في بيوتهم أو يسلِّموا على من لا يعلّم تعليم المسيح. فقد يظن البعض أن بولس محبّ وصفوح وأن يوحنا قاسي القلب. غير أن الرسولين يتكلمان هنا عن قضيتين مختلفتين. فبولس يقصد في كلامه الإحسان إلى من كان محتاجاً. أما يوحنا فيقصد الموقف الذي يجب أن يتَّخذه المؤمن من المعلمين الكذبة.. ولكي يسهل علينا فهم غرض يوحنا يجب أن نتذكر أنه كان في ذلك العصر معلّمون كذبة كثيرون يزعجون الكنيسة، ويسعون أن يُدخِلوا فيها هرطقات كثيرة عن شخص الرب. فهل كان يحق لمن يؤمن بألوهية المسيح أن يجعل بيته مقرّاً لمن كان غرضه هدم هذا التعليم الجوهري الثمين؟ كلا، بل من كان صادقاً ومخلصاً ومحباً للمسيح لا يمكنه أن يؤيّد الذي ينشر تعاليم مضلَّة عن شخص الرب. فهل يمكنك أن تطلب بركة الرب على من يقاوم الحق وينصر الباطل؟ كلاَّ، بل من فعل هذا كان هو نفسه منكراً للحق ومقاوماً له.

ولا يفوتنا أن يوحنا كان معروفاً بأنه رسول المحبة، ولذا لا يخطر على بالنا مطلقاً أنه كان يقصد إيقاع الأذى بالمعلمين الكذبة أو منع إغاثتهم إذا كانوا متضايقين أو معتازين، ولكنه يحذّر قرّاء رسالته بكل شدة من الاشتراك في شر أولئك المضلين الكذبة. ولذا أوصاهم أن لا يقبلوهم في بيوتهم لئلا يشتركوا معهم في ضلالهم. وبالإجمال المبدأ المؤسس على هذين الفصلين هو: أحبّوا الجميع حتى الأعداء، ولكن لا تشتركوا معهم في الشر، ولا تؤيّدوهم في نشر الضلال«.

اعتراض على غلاطية 6:15 - هل التبرير بالناموس؟

انظر تعليقنا على أعمال 15:1-5

الفصل التالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rozaletta
Admin
Admin
Rozaletta


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 20/11/2010

شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس   شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 2:53 pm

شبهات وهميَّة حول رسالة أفسس

قال المعترض: »جاء في أفسس 1:17 »يعطيكم إله ربنا يسوع المسيح أبو المجد روح الحكمة والإعلان في معرفته«. ولكن جاء في 1تيموثاوس 3:16 »عظيم هو سر التقوى: الله ظهر في الجسد«. فالآية الأولى تنفي ألوهية المسيح، بينما تؤيدها الثانية!«.

وللرد نقول: التعبير »إله ربنا يسوع المسيح« يعني الإله الذي أرسل المسيح، والذي أتى المسيح ليعمل مشيئته، والذي صعد المسيح إليه. وهو إله »الابن المتجسد« الفادي الذي جاء أرضنا ليموت من أجل خطايانا، وليقوم لأجل تبريرنا. وهو وصفٌ يؤيد قول المسيح على الصليب: »إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟« (متى 27:46)، ويطابق قوله بعد القيامة: »إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم« (يوحنا 20:17). (ولم يقُل »أصعد إلى أبينا وإلهنا« بسبب اختلاف علاقة المسيح بالله عن علاقة التلاميذ به).. ولئلا يخطر ببال أحد أن التعبير »إله ربنا يسوع المسيح« يُنقِص من لاهوت المسيح أضاف الرسول لقب »ربنا« إلى المسيح.. وتحمل عبارة »إله ربنا يسوع المسيح« معنى آخر هو أن الله الذي نعبده هو الذي أعلنه المسيح وأظهره لنا، وقد قال المسيح: »الذي رآني فقد رأى الآب« (يوحنا 14:9). فألوهية المسيح واضحة في الآيتين، كما أن إنسانيته واضحة فيهما معاً.

اعتراض على أفسس 2:3 - هل الكل خطاة؟

انظر تعليقنا على 1كورنثوس 7:14

قال المعترض: »ورد في أفسس 2:15 و20 »ونقض (المسيح).. العداوة، مبطلاً بجسده ناموس الوصايا في فرائض، لكي يخلق الاثنين في نفسه إنساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً.. مبنيّين على أساس الرسل والأنبياء، ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية«. ولكن وردت آيات في العبرانيين تقول إن الناموس قد نُسخ وتغيَّر واضمحل، منها عبرانيين 7:12 »لأنه إن تغيَّر الكهنوت، فبالضرورة يصير تغيُّرٌ للناموس أيضاً«. فالشريعة رُفعت قطعاً بالنسبة لأحكام الذبائح والطهارة. ومنها عبرانيين 8:7 و13 »فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طُلب موضعٌ لثانٍ.. فإذْ قال »جديداً« عتَّق الأول. وأما ما عَتَق وشاخ فهو قريبٌ من الاضمحلال«. ومنها عبرانيين 10:9 و10 »ثم قال: هأنذا أجيء لأفعل مشيئتك يا الله. ينزع الأول لكي يثبّت الثاني. فبهذه المشيئة نحن مقدَّسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرةً واحدة«.

وللرد نقول: قال المسيح في متى 5:17 و18 »لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل«. فالمسيح أتى وقدَّم نفسه ذبيحة عن خطايانا، ونقض العداوة التي كانت بين الخاطئ وبين خالقه، ووفى حق العدل الإلهي بدمه. وكانت الذبائح والملكوت ترمز إليه. وبما أن المرموز إليه أتى، تمَّ الغرض المقصود من الرموز، فكانت هذه الرموز بمنزلة نبوات محسوسة عن المسيح، وتمّت هذه النبوات.

ولم تكن هذه الذبائح كافية في حد ذاتها للخلاص إلا بالنظر إلى إشارتها للمسيح، فكانت ضعيفة في حدّ ذاتها قوية بالنظر إلى المسيح، وممهِّدةً لمجيئه. ولو كانت كافية لما أتى المسيح. وقد أعدت هذه الذبائح والكهنوت والفرائض الطقسية عقول بني إسرائيل لقبول المسيح، فأفهمتهم أن الخلاص هو بسفك الدم، وأن هذه الذبائح تشير إلى ذبيحة الفادي الكريم. وهكذا هيَّأ الله بني إسرائيل بالذبائح والفرائض الطقسية لقبول المسيح وملكوته، وهذا هو معنى قول الرسول إن الناموس هو مؤدِّبنا إلى المسيح (غلاطية 3:24). يعني أن الناموس هيأهم وعلّمهم نحو 1500 سنة أن الخلاص بسفك الدم، وأن دم المسيح يطهر من كل خطية.

قال المعترض: »جاء في أفسس 2:19 »فلستم بعد غرباء ونُزُلاً، بل رعيّة مع القديسين وأهل بيت الله«. ولكن جاء في عبرانيين 11:13 أن المؤمنين أقرّوا أنهم غرباء ونزلاء على الأرض، كما جاء في 1بطرس 2:11 »أننا غرباء ونزلاء«.

وللرد نقول: المؤمنون بالنسبة للعالم الحاضر غرباء ونزلاء، فالأرض ليست مقامهم الدائم. إنهم مجرد عابرين. أما مقامهم الروحي وسط عائلة الإيمان فهو دائم ومستمر. لقد تبنَّاهم الآب السماوي في المسيح، وأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه (يوحنا 1:12).

قال المعترض: »جاء في أفسس 4:26 »اغضبوا ولا تخطئوا«. ولكن جاء في نفس الرسالة 4:31 »ليُرفَع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خُبث«. وهذا تناقض، لأنه يطالب بالغضب وينهى عنه«.

وللرد نقول: الغضب انفعال طبيعي، يمكن أن يكون لازماً كما غضب المسيح على الباعة والصيارفة في الهيكل (متى 21:12 و13)، وكما نظر حوله إلى شيوخ اليهود بغضب حزيناً على غلاظة قلوبهم (مرقس 3:5). ولكن الغضب يمكن أن يكون خاطئاً يُفقِد الغاضب اتِّزانه، فيصيح ويجدِّف. ويدعونا الرسول للغضب المقدس العامر بالغيرة للخير، بحيث نحترس من الخطأ. أما الغضب والصياح والتجديف والخبث فمنهيٌّ عنه.

اعتراض على أفسس 6:2 و3 - هل العمر محدد؟

انظر تعليقنا على مزمور 102:24

الفصل التالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rozaletta
Admin
Admin
Rozaletta


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 20/11/2010

شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس   شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 2:54 pm

شبهات وهميَّة حول رسالة فيلبي

اعتراض على فيلبي 2:6 - هل المسيح معادل لله؟

انظر تعليقنا على يوحنا 14:28

اعتراض على فيلبي 3:11 و12 و15 - هل يمكن أن نكون كاملين؟

انظر تعليقنا على متى 5:48

اعتراض على فيلبي 4:4 - هل نطوِّب الفرحين أم الحزانى؟

انظر تعليقنا على متى 5:4

قال المعترض: »ورد في فيلبي 4:5 »الرب قريب« وورد في 1كورنثوس 10:11 »فهذه الأمور جميعاً أصابتهم مثالاً، وكُتبت لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور«. وهذا تناقض«.

وللرد نقول: معنى قوله »الرب قريب« هو أنه يعرف كل شيء عن أفعال البشر وأقوالهم، واطلاعه على أحوالهم لقرب مكانه منهم، وهو قريب من كل من يدعوه. أما القول: »انتهت إلينا أواخر الدهور« فمعناه أننا أواخر بالنسبة إلى بني إسرائيل، وقد دوَّن الوحي تاريخهم وما حصل لهم لنتعلم ونتحذَّر فنتمسَّك بالحق.

الفصل التالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rozaletta
Admin
Admin
Rozaletta


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 20/11/2010

شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس   شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 2:54 pm

شبهات وهميَّة حول رسالة كولوسي

قال المعترض: »جاء في كولوسي 1:15 »أن المسيح بكر كل خليقة« وهذا يعني أن المسيح مخلوق، وهو أول من خُلق«.

وللرد نقول: تقول الآيتان 15 و16 من كولوسي 1 عن المسيح إنه »بكر كل خليقة، فإنه فيه خُلق الكل، ما في السماوات وما على الأرض«. ومن هذا يتضح أن سبب تلقيب المسيح »بكر كل خليقة« لا يعود إلى أنه أول شخص خلقه الله، كما يقول المعترض، بل لأن كل الخليقة خُلقت فيه. وكلمة »بكر« هنا، لا تُستعمل بالمعنى الحرفي، بل بالمعنى المجازي. والمعنى المجازي للبكورية هو الرياسة أو الأفضلية أو الأولوية. فقد وردت كلمة »بكر« في الكتاب المقدس بمعنى »رئيس« أو »أول«، لأن شريعة موسى أعطت الرياسة للبكر، وقال الله عن داود النبي: »وأنا أيضاً أجعله بكراً أعلى من ملوك الأرض« (مزمور 89:27) مع أن داود كان الابن الثامن لأبيه، ولم يكن أول من ملك على بني إسرائيل، وكان بالنسبة إلى الملوك المعاصرين له من أصغرهم سناً. فضلاً عن ذلك فإن كلمة »بكر« هذه استُعملت في موضع آخر عن »المسيح« نفسه، بمعنى رئيس. فقد قال الله عنه: »ليكون بكراً بين إخوة كثيرين« (رومية 8:29). ويُقصد بالإخوة هنا المؤمنون الحقيقيون بالمسيح، ويُعتبر المسيح بكراً بينهم أو رئيساً لهم، بوصفه ابن الإنسان الذي مجَّد الله على الأرض وتمم مشيئته، مثالاً لما يجب أن يعملوه. ويُعتَبرون إخوته لأنهم آمنوا به إيماناً حقيقياً والتصقوا به التصاقاً روحياً، وعقدوا النية على السير وراءه.

ولذلك لا غرابة إذا كان المسيح قد دُعي »بكر كل خليقة« بمعنى أنه رئيسها وسيدها، لأنه هو الذي أبدعها وأنشأها. واليهود أيضاً يعرفون أن البكورية تعني الرياسة أو السيادة، وأنها عندما تُسند إلى الله يُراد بها السيادة المطلقة والرياسة العامة. فقد ورد في التلمود اليهودي: »الله القدوس يُدعى بكر العالم، للدلالة على سلطته على كل الكائنات«. فإذا أضفنا إلى ذلك أن كلمة »بكر« عندما يُشار بها إلى المسيح، لا تسبقها أبداً كلمة »ابن«، فلا يُقال عنه أبداً إنه »الابن البكر«، ولا يُشار البتة إلى المسيح كمخلوق أو منبثق من الله، لا يبقى مجال للشك في أن المراد ببكورية المسيح، ليس ولادته قبل غيره، بل رياسته.

اعتراض على كولوسي 1:18 - المسيح هو البداءة

انظر تعليقنا على رؤيا 2:8

اعتراض على كولوسي 1:18 - من أول من قام من الأموات؟

انظر تعليقنا على أعمال 26:23

قال المعترض: »جاء في كولوسي 1:24 قول الرسول بولس »أكمِّل نقائص شدائد المسيح في جسمي لأجل جسده الذي هو الكنيسة«. ولكن المسيح قال على الصليب »قد أُكمل« (يوحنا 19:30). فكيف يكمل بولس نقائص شدائد المسيح.«.

وللرد نقول: أكمل المسيح على صليبه كل ما نحتاجه لفدائنا وخلاصنا، وقال للآب: »العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته« (يوحنا 17:4). و»بقربان واحد أكمل إلى الأبد المقدَّسين« (عبرانيين 10:14).

ولكن هناك شدائد من نوع آخر، هي شدائد نشر الرسالة والكرازة بها وخدمة الرب والبشر، وهي التي قال عنها المسيح لحنانيا عن الطرسوسي: »هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمم وملوك وبني إسرائي، لأني سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي« (أعمال 9:15 و16). هذه هي الشدائد التي سيكملها الرسول بولس وسائر المؤمنين، إذ يتألمون من أجل نشر رسالة الخلاص بالمسيح المصلوب المقام »لأنه قد وُهِب لكم لأجل المسيح، لا أن تؤمنوا به فقط، بل أيضاً أن تتألموا لأجله« (فيلبي 1:29).

قال المعترض: »جاء في كولوسي 2:16 و17 »فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب، أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التي هي ظل الأمور العتيدة. أما الجسد فللمسيح«. وهذا القول ينسخ شريعة موسى في حفظ يوم السبت وعدم العمل فيه، كما جاء في أصحاحات عديدة من التوراة، منها تكوين 2:3 وخروج 20:8-11 و34:31 و19:3 ولاويين 23 وتثنية 5:12-15 وإرميا 17 وإشعياء 56 و58 ونحميا 9 وحزقيال 20. وكاد اليهود يرجمون المسيح لعدم تعظيم السبت (يوحنا 5:16 و9:16)«.

وللرد نقول: لما خلق الله آدم أفرز يوماً من كل سبعة أيام لعبادته والتأمل في مراحمه، وعمل الخير، والراحة من أشغال هذه الدنيا. فالله يطلب من الإنسان سُبْع وقته. ومعنى »السبت« الراحة. فمعنى الوصية السابعة هو أن نعطي سُبْع وقتنا لله. فلم يقل »اذكر اليوم السابع لتقدسه« بل قال »اذكر يوم السبت لتقدسه«. وكذلك لم يقل الكتاب إن الرب بارك اليوم السابع، بل قال إن الرب بارك يوم السبت وقدسه. فاليوم الذي خصصه الله لعبادته يُسمى »يوم السبت« بمعنى »الراحة«. ويسمى »السبت المقدس« لأنه مخصّص للعبادة. ومما يدل على أن معنى السبت هو الراحة أن الله أمر بأن »تَسْبُت الأرض« أي »ترتاح« (لاويين 25:2-7) فكان اليهودي يزرع أرضه ويستغلها ست سنوات، وأما السنة السابعة فتكون للأرض سبت عطلة للرب، يتمتع بها العبيد والفقراء فيستغلّونها. وفي لاويين 26:34 »تَسْبِت الأرض وتستوفي سبوتها«. وقد تخصَّص يوم السبت هذا بيوم قيامة المسيح من بين الأموات، لأن قيامة المسيح هي أعظم حادثة فيها تمّ الفداء العظيم.

والحقيقة هي أن الأعمال الضرورية جائزة بل واجبة في السبت، ولاسيما أعمال الرحمة. وقد علَّم المسيح وجوب أعمال الرحمة، فقال: »أيُّ إنسان منكم يكون له خروف واحد، فإن سقط هذا في السبت في حفرة، أفما يمسكه ويقيمه؟ فالإنسان كم هو أفضل من الخروف؟ إذاً يحل فعل الخير في السبوت«. ثم شفى الإنسان الذي يده يابسة (متى 12:10-13) وكثيراً ما عمل المسيح المعجزات يوم السبت، لأن غاية السبت هي عمل الخير.

وينتج من هذا أن المسيح ورسله لم ينسخوا السبت، لكنهم استبدلوا الأحد بالسبت بعد أن قام المسيح يوم الأحد. وما زال المسيحيون يسمّون يوم الأحد يوم السبت (أي الراحة). غير أنهم يخصّصونه بكلمة المسيحي فيقولون »السبت المسيحي«.

أما ما دفع الرسول بولس أن يقول لأهل كولوسي: »فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب، أو من جهة عيد أو هلال أو سبت« فهو ظهور أناس تمسّكوا بالقشور وتركوا جوهر الدين، ظانين أن الدين يقوم بالأكل والشرب، أو المحافظة على الطقوس الخارجية، وتركوا الرحمة والحق والمحبة والإيمان بيسوع المسيح. فأوضح لهم الرسول هذه الحقائق. ولم يقل الرسول »يوم السبت« بل قال »سبت« يعني أيام البطالة التي يبتدعها أصحاب البدع. أما يوم السبت فهو باق.

قال المعترض: »ذكر الرسول بولس في كولوسي 4:16 رسالة من لاودكية، طلب من أهل كولوسي أن يقرأوها. ولكننا لا نجد لها اليوم أثراً«.

وللرد نقول: (1) يقول كثيرون من المفسرين إن الرسالة من لاودكية هي نفسها رسالة أفسس، لأن رسالة أفسس رسالة دورية غير مخصصة لكنيسة أفسس وحدها، بل لكل كنائس آسيا الصغرى. والدليل على هذا أنه لو كانت رسالة أفسس مخصصة لكنيسة أفسس لذكر الرسول فيها أسماء كثيرين من المؤمنين، وكان قد قضى ثلاث سنوات في أفسس وتعرَّف على الكثيرين منهم (أعمال 20:31). كولوسي 4:16 لا تقول »رسالة لاودكية« أو »الرسالة إلى لاودكية« بل »الرسالة التي من لاودكية«.

(2) لا بد أن الرسول بولس كتب رسائل شخصية لأصدقائه، ليست من الوحي، ولهذا لم تُحفظ في الكتاب المقدس. وقد قال البشير لوقا إن كثيرين كتبوا سيرة المسيح، ولكن كتاباتهم الاجتهادية لم تكن وحياً (لوقا 1:1)، وقال الرسول يوحنا إن الكثير من أخبار المعجزات لم يُدوَّن (يوحنا 20:30 و21:25). ولو أن الله شاء أن هذه الرسالة تُحفظ ككتابة وحي لحفظها، فهو يوحي ويحفظ كل ما يوحي به.

الفصل التالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rozaletta
Admin
Admin
Rozaletta


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 20/11/2010

شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس   شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 2:55 pm

شبهات وهميَّة حول رسالتي تسالونيكي

قال المعترض: »ورد في 1تسالونيكي 4:15-17 »فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب: إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين، لأن الرب نفسه بهتافٍ، بصوت رئيس ملائكةٍ، وبوق الله، سوف ينزل من السماء، والأموات في المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب«. وهذه عبارات غير مفهومة. كما أن قول بولس: »نحن الأحياء الباقين« يعني أن بولس توهَّم أن مجيء المسيح ثانية وأن يوم الدينونة سيكون في عصره«.

وللرد نقول: معنى هذه الآيات واضح، فهي تقول إن المسيح سيأتي ثانية قاضياً عادلاً للأحياء والأموات، وسيتم هذا بالخطوات التالية: (1) ينزل المسيح من السماء بقوته وعظمته ومجده إلى عالمنا هذا. (2) ويأمر بقيامة الأموات. (3) ثم يكرر رئيس الملائكة هذا الأمر بأن يأمر الأموات بالقيام للدينونة. (4) وعندما يقوم الأموات في المسيح يدوي صوت البوق علامة اجتماع الجميع حول عرش المسيح. وكان بنو إسرائيل يهتفون بالبوق عندما يريدون حشد الجماهير، فاستُعير ذلك لما سيحدث في اليوم الأخير. (5) عندما يُقام الأموات في المسيح تتغيَّر أجسادهم الفاسدة وتصير مجيدة مثل جسد المسيح المجيد. (6) المؤمنون الذين يكونون على قيد الحياة يوم مجيء المسيح ثانيةً تتغيّر أجسادهم وتصير غير قابلة للفناء، ويُخْطَفون مع الذين يقومون من الموت ليلاقوا المسيح في الهواء. (7) بعد هذا تُفتح الأسفار وتتم الدينونة. (9) كل مؤمن »غسل ثيابه وبيَّضها بدم المسيح« يُدخَل إلى النعيم الدائم، ويتمتع في حضرة الرب إلى الأبد.

وقد تحدَّث الرسول بولس عن نفسه ضمن المؤمنين الأحياء عند مجيء المسيح ثانيةً، وهذه صيغة تؤكد إيمانه وثقته بهذه الأمور الآتية. وكانت شهوة قلبه أن يأتي المسيح سريعاً فينطلق إلى المجد معه. ويعيش كل مسيحي حقيقي في حالة انتظار وشوق لمجيء المسيح ثانية، ولو أنه يعلم أن لا أحد يعرف يوم المجيء بالضبط، كما قال المسيح (متى 24:42).

اعتراض على 1تسالونيكي 5:17 - هل الصلاة بلا انقطاع؟

انظر تعليقنا على متى 6:7 و8

اعتراض على 2تسالونيكي 2:8 - إبادة الأثيم

انظر تعليقنا على لوقا 9:54-56

اعتراض على 2تسالونيكي 2:9 - معجزات الشيطان

انظر تعليقنا على متى 24:24

اعتراض على 2تسالونيكي 2:11 و12 - هل الله منشئ الشر؟

انظر تعليقنا على التثنية 32:4 و1تيموثاوس 2:3 و4

اعتراض على 2تسالونيكي 3:12 - نشتغل، أو لا نشتغل؟

انظر تعليقنا على متى 6:31-34

الفصل التالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rozaletta
Admin
Admin
Rozaletta


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 20/11/2010

شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس   شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 2:56 pm

شبهات وهميَّة حول رسالتي تيموثاوس ورسالة تيطس

قال المعترض: »ورد في 1تيموثاوس 2:3 و4 »مخلِّصنا الله، الذي يريد أن جميع الناس يخلُصون وإلى معرفة الحق يُقبلون« ولكن ورد في 2تسالونيكي 2:11 و12 »ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب، لكي يُدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سُرُّوا بالإثم«. فالاقتباس الأول يقول إن الله يريد أن يخلص جميع الناس، ولكن الاقتباس الثاني يقول إن الله يرسل إليهم عمل الضلال ثم يعاقبهم عليه«.

وللرد نقول: كان الواجب على المعترض أن ينتبه إلى الآية السابقة لما اقتبسه من رسالة 2تسالونيكي، فهي تقول: »لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلُصوا، ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال«. إن الله يريد خلاص جميع الناس، ولهذا أرسل الأنبياء والرسل لهدايتهم، فمن أصرّ على العناد أسلمه لقساوة قلبه. وقد أرسل موسى إلى فرعون المرة بعد الأخرى، فخالف وعاند، فأسلمه الله لقساوة قلبه.

اعتراض على 1تيموثاوس 2:5 - هل المسيح هو الشفيع الوحيد؟

انظر تعليقنا على رومية 8:26

قال المعترض: »جاء في 1تيموثاوس 2:11-14 »لتتعلَّم المرأة بسكوت في كل خضوع. ولكن لست آذن للمرأة أن تعلِّم ولا تتسلَّط على الرجل، بل تكون في سكوت، لأن آدم جُبل أولاً ثم حواء، وآدم لم يُغوَ ولكن المرأة أُغويت، فحصلت في التعدّي«. أليس في هذا إنقاصٌ لقيمة المرأة؟«.

وللرد نقول: لا ينقص الوحي الإلهي مكانة المرأة، فقد خلق الله الرجل والمرأة على صورته (تكوين 1:27) وهذا يعني أنهما متساويان في طبيعتهما. وهما متساويان في الفداء وبركاته، كما قيل »ليس ذكرٌ وأنثى، لأنكم جميعاً واحد في المسيح« (غلاطية 3:28). وهما متساويان في عطايا الروح القدس ومواهبه »وعلى عبيدي أيضاً وإمائي أسكب من روحي في تلك الأيام فيتنبأون« (يوئيل 2:29 وأعمال 2:18). وقد استخدم الله النساء، كما الرجال، في خدمات قيادية، فمريم النبية، أخت هارون وموسى، قادت التسبيح (خروج 15:20)، وكانت دبورة قاضية (قضاة 4:4)، وخَلْدة وحنة نبيتين (2أخبار 34:22 ولوقا 2:36)، ودعا النبي إشعياء زوجته »نبية« (إشعياء 8:3)، وكانت بريسكلا أستاذة لكلمة الرب بكل تدقيق (أعمال 18:26) وفيبي شماسة (رومية 16:1)، واشتركت النساء في كل الخدمات، فساعدن المسيح من أموالهنَّ (لوقا 8:3)، وكان ظهوره الأول بعد قيامته للنساء وهنَّ راجعات من زيارة القبر، وأرسلهنَّ كارزات لتلاميذه (مرقس 16:1-7). كما كان ظهوره الثاني لمريم المجدلية عند القبر، وأرسلها كارزة لتلاميذه (يوحنا 20:11-18) وكان ظهوره الثالث لبطرس الرسول (1كورنثوس 15:5)!

وعندما طالب الرسول بولس النساء بالسكوت في الكنيسة لم يقصد أن يمحو خدمتهن، فقد طالبهنَّ بتغطية الرأس عند التنبؤ والصلاة (1كورنثوس 11:5). بل من أجل النظام العام. وكان قد طالب الرجال بالصمت في الكنيسة إن لم يجد المتكلم بألسنة مترجماً، أو إن كان أحدٌ وقف ليتكلم، فلا يتكلم اثنان في وقت واحد (1كورنثوس 14:28 و30). وعندما نقرأ الأسماء التي ذكرها بولس في رسائله نجد أسماء الكثيرات، ومنهن فيبي التي حملت رسالته إلى روما (رومية 16:1).

وقد قصد الرسول أن تكون المرأة خاضعة لزوجها، »ولا تتسلَّط على الرجل« (1تيموثاوس 2:12) »بل يخضعن كما يقول الناموس« (1كورنثوس 14:34). كما أن الرجال يخضعون للمسيح، فإن »رأس كل رجل هو المسيح« (1كورنثوس 11:3). وكان المسيح حال تواضعه خاضعاً للآب (فيلبي 2:5-Cool. فليس في الخضوع إنقاصاً لقيمة الخاضع، لكنه التنظيم لتكميل كل بر.

وخضوع المرأة للرجل لا ينقص مكانتها، فهي خُلقت بعد آدم، لكنها لم تُخلَق من قدمه فيدوسها، ولا من رأسه فتسود عليه، بل من ضلعه لتكون قريبة من قلبه (تكوين 2:19-25). وعندما أرسل الله ابنه إلى العالم أرسله مولوداً من امرأة هي العذراء مريم (غلاطية 4:4)، كما أن كل الرجال يبدأون أجنَّة في الأرحام، ويولدون في رعاية الأمهات. وتخلُص المرأة بولادة الأولاد، بمعنى أن الله حوَّل متاعب الولادة إلى بركة وخير. و»نسل المرأة« هو المسيح المخلِّص.

اعتراض على 1تيموثاوس 4:4 - هل نُسخت شريعة موسى؟

انظر تعليقنا على رومية 14:14

قال المعترض: »جاء في 1تيموثاوس 5:23 قول بولس لتيموثاوس: »استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة«. وهذا ليس من الدين في شيء. ومعروفٌ أن الرسل إذا تكلموا أو كتبوا في أمر الدين يحفظهم الإلهام. ولكنهم يكتبون بمقتضى عقولهم بغير الإلهام في الحالات العامة. ونصيحة بولس لتيموثاوس بخصوص الخمر ليست من الإلهام في شيء«.

وللرد نقول: (1) قال الرسول بولس وهو يكتب لتيموثاوس: »كل الكتاب هو موحى به من الله« (2تيموثاوس 3:16). وكل ما يوحي الله به لأنبيائه صحيح ومفيد، ويصح أن يُطلق عليه قوله لما خلق العالم: »ورأى الله ذلك أنه حسن« (تكوين 1:21). وقبل الآية التي اقتبسها المعترض كتب الرسول بولس لتيموثاوس يقول: »أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين أن تحفظ هذا. لا تضع يداً على أحدٍ بالعَجَلة. احفظ نفسك طاهراً. لا تكن في ما بعد شرَّاب ماء، بل استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة«. لأن الله يريد أن ينتبه الناس إلى صحتهم، ولا سيما أتقياؤه، فقد كانت حياة تيموثاوس مهمة لأعضاء كنيسة أفسس الذين كان يشرف على سلامتهم الروحية. فإذا تمكن المرض منه لا يقدر أن يعظ المؤمنين ولا أن يثبتهم في الإيمان.

(2) أوضح الرسول بولس بنصيحته لتيموثاوس جواز استعمال الخمر للدواء، فالمادة في ذاتها ليست شراً، لكن استعمالها يجعل منها ضارة أو نافعة. ولا يخفى أنه يجوز تعاطي السم بنسب معينة للعلاج، وكذلك الخمر. فالإكثار منه يضر، والقليل منه يُستعمل كدواء متى رأى الطبيب ذلك.

قال المعترض: »جاء في 2تيموثاوس 1:10 أن المسيح أبطل الموت، وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل. ولكن العبرانيين 9:27 تقول إنه وُضع للناس أن يموتوا«.

وللرد نقول: المسيح أبطل الموت بمعنى أنه كسر شوكته وأزال رعبه، فلم يعُد الجبار ملك الأهوال، بل صار للمؤمن ملاكاً رقيقاً ينقله من عالم الغربة إلى بيته الأبدي في السماء. فالموت الجسدي موجود، ولكنه ليس موتاً بل انتقال. ثم سيجيء وقت يتوقف فيه الموت عن العمل نهائياً عند مجيء المسيح ثانية.

راجع تعليقنا على تكوين 2:17.

قال المعترض: »في 2تيموثاوس 4:13 قال بولس لتيموثاوس »الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس، أحضره متى جئت، والكتب أيضاً ولا سيما الرقوق« وقال في 2تيموثاوس 4:20 »أرستس بقي في كورنثوس، وأما تروفيمس فتركتُه في ميليتس مريضاً«. وكتب إلى فليمون (آية 22) »أعدِدْ لي أيضاً منزلاً لأني أرجو أنني بصلواتكم سأُوهب لكم«. فكيف تكون هذه الكتابات الشخصية وحياً وإلهاماً؟«.

وللرد نقول: ورود هذه العبارات في الرسائل البولسية برهان على صدق مشاعر كاتبها، وعلى أحواله الزمنية، فهو قد ترك الدنيا وأمجادها، وآثر أن يقاسي الأتعاب والشدائد ومرارة الفقر حباً في المسيح (اقرأ 2كورنثوس 11:23-27). وقد سجَّل الروح القدس في الوحي هذه الآيات للتعبير عما قاساه الرسول بولس من الضيق، وعما اشتهر به من المحبة والإيمان الحي، ليكون قدوة ومثالاً للشهداء الذين ماتوا عن الإيمان المسيحي.

أما »الكتب« التي طلبها فهي التي كتبها بإلهام الروح القدس، و»الرق« هو التوراة. فإنه لما رأى بعين النبوَّة أن وقت انتقاله من العالم قد اقترب، رغب أن يترك هذه الآثار الثمينة لاستعمال الكنيسة، وذلك لاهتمامه بالإيمان.

اعتراض على تيطس 1:15 - هل نُسخت شريعة موسى؟

انظر تعليقنا على رومية 14:14.

الفصل التالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rozaletta
Admin
Admin
Rozaletta


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 20/11/2010

شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس   شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 2:57 pm

شبهات وهميَّة حول رسالة العبرانيين

قال المعترض: »كاتب رسالة العبرانيين هو أكليمندس أسقف روما، وترجمها لوقا الإنجيلي من العبرية إلى اليونانية، وأنكرها إيريناوس أسقف ليون 178م، ورفضها هيبولتيوس 220م كرسالة الرسول بولس، ولم يقبلها نومانوس أسقف روما 251م، ونسبها ترتليان أسقف قرطاجنة عام 200م إلى برنابا، وقال غايس (الذي كان يُظن أنه أسقف روما عام 212م) إن رسائل بولس الرسول 13 ليس منها هذه الرسالة، ولم يستشهد بها كبريان أسقف قرطاجنة 248م. وهذا يعني أنها ليست من الوحي«.

وللرد نقول: لا يهمُّ كثيراً من كتب الرسالة، لكن يهمنا أن نعرف أنها وحي الله لأحد رسله الذين نحترمهم كلهم ولا نفرِّق بين أحد منهم. غير أن أغلب المفسرين يقولون إن كاتب هذه الرسالة هو الرسول بولس. وإليك الملاحظات التالية:

(1) القول إن أكليمندس أسقف روما كاتب هذه الرسالة يبطله أن أكليمندس نفسه استشهد بها في رسالة كتبها سنة 96م، كما أن اقتباساته منها أكثر من اقتباساته من غيرها من كتب العهد الجديد. وقسم أحدهم هذه الاقتباسات إلى أربعة أقسام: (أ) إيراده للآيات من هذه الرسالة بنصّها، (ب) ونقلها بالمعنى، (ج) والعبارات التي حذا فيها حذو هذه الرسالة من التفسير والشرح، (د) واقتباسه الآيات الواردة فيها من العهد القديم. فلا يُعقل أن أكليمندس يكون كاتباً لهذه الرسالة ثم يستشهد بها لتأييد أقواله.

(2) أما قوله إن لوقا الإنجيلي ترجمها من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية، فلا يوجد دليل على أنها كُتبت أولاً بالعبرية، وإنما استنتج البعض أنها كُتبت بها لأن هدفها إفادة العبرانيين. (أ) وكل من تأمل عبارات هذه الرسالة لا يجد فيها رائحة الترجمة وتكلّفها، فلغتها أصلية رشيقة فصيحة. (ب) عندما يُذكر فيها اسم عبري يبادر الكاتب بتفسيره، كما فسَّر »ملكي صادق« »بملك البر«. ولو كانت الرسالة مكتوبة بالعبرية لما احتاج إلى هذا التفسير. (جـ) الآيات التي استشهد بها من العهد القديم مقتبسة من الترجمة السبعينية لا من النسخة العبرية. ولو أننا صرفنا النظر عن هذه الأدلة والبراهين، وقلنا إن الرسول لوقا ترجمها، لما حطّ ذلك من قدرها، فإن لوقا من التلاميذ.

(3) ولا يمكن أن ننسبها إلى برنابا لأنه لم يكن في إيطاليا، والرسالة كُتبت من إيطاليا (13:24). والذي يقارن أسلوب كتابة برنابا وأقوال هذه الرسالة يجد فرقاً عظيماً في التركيب ونَسَق العبارة. جاء في 2بطرس 3:15 و16 أنها من كتابة بولس الرسول، فإنه كان طالع رسائله وأشار إليها في جملة من أقواله.

(4) كانت هذه الرسالة موجودة في نسخ الكتاب المقدس الشرقية والغربية، وفي النسخ السريانية القديمة التي تُرجمت في أواخر القرن الأول وفي أوائل القرن الثاني، وفي التراجم اللاتينية التي تُرجمت في أوائل القرن الثاني. وكانت هذه الترجمات متداولة بين الكنائس الشرقية والغربية، مما يدل على أن رسالة العبرانيين كانت متداولة بين المسيحيين الأولين.

(5) شهد القدماء أن بولس الرسول كتبها، فتكلم عليها أغناطيوس في رسائله (107م)، وبوليكاربوس أسقف إزمير (سميرنا) في رسالته إلى أهل فيلبي (108م)، واستشهد بها جستن الشهيد في محاورته مع تريفو اليهودي (140م). وكثيراً ما استشهد بها أكليمندس الإسكندري على أنها رسالة بولس الرسول (194م)، وشهد أوريجانوس (230م) أنها رسالة من بولس، وكذلك ديونسيوس أسقف الإسكندرية (247م) وغيرهم الكثير.

صحيحٌ أن بعض الغربيين ارتابوا في نسبتها إلى بولس الرسول، لأنهم رأوا اسمه مكتوباً في جميع رسائله الثلاث عشرة ما عدا هذه الرسالة. ولكن عند إمعان النظر ومقارنة أقوالهم بأقوال بولس، تأيد أنه كاتبها، فهو الملمُّ بالشريعة الموسوية لأنه أخذها عن غمالائيل أشهر علماء عصره. على أن إيريناوس الذي قال إنه ارتاب فيها استشهد بها. ويظهر من شهادات معظم أئمة الدين الغربيين أنهم يعتقدون بنسبتها لبولس الرسول، وأنه قد عمّ تداولها بعد كتابتها بثلاثين سنة. وأرسل أسقف روما التي كانت عاصمة الدنيا وقتئذ جواباً إلى كنيسة كورنثوس يوضح فيها أنها من الكتب المقدسة الموحى بها من الروح القدس، وفي ذلك الوقت قبلها المسيحيون شرقاً وغرباً.

أما الأدلة الداخلية على صحة نسبتها إلى الرسول بولس فكثيرة جداً.

قال المعترض: »جاء في عبرانيين 1:5 »لمَن مِن الملائكة قال قط: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك. وأيضاً: أنا أكون له أباً وهو يكون لي ابناً؟«. ولكن هاتان النبوَّتان ليستا عن المسيح، بل عن بني إسرائيل«.

وللرد نقول: في عبرانيين 1 يشرح الرسول أن المسيح أعظم من الملائكة، ويقتبس من مزمور 2:7 »أنت ابني، أنا اليوم ولدتك«. وواضح أن المزمور الثاني نبوة عن المسيح لأنه لا يصدق إلا عليه، فالآيتان 8 و12 تقولان: »اسألني فأعطيك الأمم ميراثاً لك وأقاصي الأرض مُلكاً لك.. قبِّلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق«. أما الاقتباس الثاني من 2صموئيل 7:14 فهو أول الأمر عن الملك سليمان، وثانياً نبويَاً عن المسيح، لأن بعض النبوة يصدق على سليمان، وبعضها لا يصدق إلا على المسيح، فالآيتان 13 و16 تقولان: »هو يبني بيتاً لاسمي، وأنا أثبِّت كرسيَّ مملكته إلى الأبد.. ويأمن بيتك ومملكتك إلى الأبد أمامك. كرسيُّك يكون ثابتاً إلى الأبد«. وواضح أن الثبات إلى الأبد لم يكن من نصيب سليمان، بل من نصيب المسيح وحده.

راجع تعليقنا على متى 2:15.

قال المعترض: »جاء في عبرانيين 2:14 »الذي له سلطان الموت، أي إبليس«. فهل سلطان الموت لله أم لإبليس؟«.

وللرد نقول: للرب السلطان في كل شيء، فهو الخالق، وهو الذي يُحصي أيامنا (مزمور 90:10-12)، وهو الذي وضع للناس أن يموتوا (عبرانيين 9:27). لكن إبليس يميت روحياً كل الذين يتبعون أكاذيبه وضلالاته. غير أن المسيح عندما ذاق الموت (عبرانيين 2:9) وقام منتصراً على القبر والموت (رومية 4:25) أخذ مفاتيح الهاوية والموت (رؤيا 1:18) فأبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل (2تيموثاوس 1:10).

قال المعترض: »جاء في عبرانيين 5:7 عن المسيح »الذي في أيام جسده إذ قدّم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرّعات للقادر أن يخلّصه من الموت، وسُمع له من أجل تقواه«. كيف يقول إن المسيح خَلَصَ من الموت، مع أنه مات على الصليب؟«.

وللرد نقول: هناك ثلاثة تفسيرات لهذه الآية:

(1) خلَّص الله المسيح من الموت بقيامته من الموت. وفي ذلك يقول الرسول بولس عن المسيح: »الذي صار من نسل داود من جهة الجسد، وتعيَّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات. يسوع المسيح ربنا« (رومية 1:3 و4). وبهذا يتم الهتاف: »أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟« (1كورنثوس 15:55).

(2) أعان الله المسيح ليحتمل أهوال الموت.

(3) طلب المسيح من الله أن يخلِّصه من الموت حزناً في بستان جثسيماني، حتى يموت على الصليب فادياً.

اعتراض على عبرانيين 6:4-6 - هل يرتد المؤمن؟

انظر تعليقنا على يوحنا 10:28-30

اعتراض على عبرانيين 6:18 - هل يكذب الله؟

انظر تعليقنا على قضاة 1:19

قال المعترض: »جاء في عبرانيين 7:3 عن ملكي صادق أنه »بلا أب، بلا أم، بلا نسب. لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة« . فإذا كانت ولادة المسيح من عذراء دليلاً على أنه الله أو ابن الله، يكون ملكي صادق أحقّ من المسيح بالألوهية!«.

وللرد نقول: وُصف ملكي صادق بهذا الوصف ليس من جهة ذاته، بل من جهة عمله الكهنوتي، لأنه لم يتسلَّم هذا العمل عن أب أو أم أو نتيجة نسب، أو لمدة محدودة من الزمن يجب عليه الابتداء بها عند أولها أو الاعتزال عنه عند نهايتها، كما كانت الحال مع بني هارون، الذين كانوا يتوارثون خدمتهم الكهنوتية عن آبائهم في سن خاصة، ويعتزلونها في سن خاصة أيضاً (العدد 8:24 و25). بل أن ملكي صادق تسلَّم كهنوته من الله مباشرة، وظل يمارسه حتى نهاية حياته على الأرض. ثم إننا لا نقول إن المسيح هو ابن الله لأنه وُلد من عذراء، بل نقول: لأنه في ذاته هو ابن الله، اختار أن يُولد من عذراء. وهو »ابن الله« قبل ولادته من العذراء، لأنه هو الذي يعلن اللاهوت.

اعتراض على عبرانيين 7:12 - هل نُسخت شريعة موسى؟

انظر تعليقنا على أفسس 2:15 و20

قال المعترض: جاء في العبرانيين 7:18 »فإنه يصير إبطال الوصية السابقة، من أجل ضعفها وعدم نفعها« (عبرانيين 7:18) وجاء فيها في 8:7 »فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب، لما طُلب موضعٌ لثانٍ«. وهذا يتناقض مع ما جاء في مزمور 19:7 »ناموس الرب كامل يرد النفس. شهادات الرب صادقة تصيّر الجاهل حكيماً«.

وللرد نقول: لم يقل الرسول إن الشريعة الموسوية ضعيفة غير نافعة، ولكنه أوضح أن الكهنوت اللاوي الذي كان يرمز إلى المسيح الكاهن العظيم هو الضعيف، فلم يغفر خطيةً ولم يغيّر قلباً ولم يصلح سيرةً، ولكنه حكم على الموتى بالذنوب والخطايا بالموت الأبدي. وهذا بخلاف كهنوت المسيح، فإنه لما قدم نفسه كفارة عن الخطايا، برّر من آمن به، وغفر خطاياه وجدَّد قلبه، ونال بذبيحة المسيح الحياة الأبدية. ومما يؤيد هذا قول الرسول في آية 11 إنه »ليس بالكهنوت اللاوي كمال« وقال في أصحاح 8:7 ما معناه: لو حصل بالعهد الأول مغفرة الخطايا ونوال القداسة والحياة الأبدية، لما وُجد لزوم للعهد الثاني. ولكن لم تحصل من العهد الأول هذه البركات، فكان من الضروري وجود عهد النعمة.

أما من جهة كمال الشريعة، فالرسول بولس كثيراً ما يحض على مطالعة الكتب المقدسة، وهي كتب موسى والأنبياء، ويقول إنها أعظم واسطة في الخلاص ونوال الحياة الأبدية، فلا يعقل أنه يذمّ ما يتعبَّد به.

اعتراض على عبرانيين 7:18 - هل نُسخت شريعة موسى؟

انظر تعليقنا على متى 5:17

اعتراض على عبرانيين 8:7 و13 - هل نُسخت شريعة موسى؟

انظر تعليقنا على أفسس 2:15 و20

اعتراض على العبرانيين 9:4 - ماذا في التابوت؟

انظر تعليقنا على 1ملوك 8:9

اعتراض على العبرانيين 9:27 - هل أبطل المسيح الموت؟

انظر تعليقنا على 2تيموثاوس 1:10

قال المعترض: »جاء في العبرانيين 10:5-7 عن المسيح »لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحة وقرباناً لم تُرِدْ، ولكن هيّأت لي جسداً. بمحرقات وذبائح للخطية لم تُسرّ، ثم قلتُ: هأنذا أجيء. في دَرْج الكتاب مكتوبٌ عني: لأفعل مشيئتك يا الله. إذ يقول آنفاً إنك ذبيحةً وقرباناً ومحرقات وذبائح للخطية لم تُرد ولا سُررت بها«. ولكن هذا يختلف عن النص الذي اقتبس منه وهو ما ورد في مزمور 40:6-8 »بذبيحة وتقدمة لم تُسرّ. أذنيَّ فتحت. محرقة وذبيحة لم تطلب. حينئذ قلتُ: هأنذا جئتُ. بدرج الكتاب مكتوب عني أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررتُ، وشريعتك في وسط أحشائي«.

وللرد نقول: لا يوجد اختلاف في المعنى، فإنه يجوز النقل بالمعنى للعارف بمدلولات الألفاظ أو مواقع الكلام، بأن يأتي بلفظ بدل آخر مساوٍ له في المراد منه وفهمه، لأن المقصود المعنى، واللفظ آلة له.. أما سبب الاختلاف الحرفي فهو أن المترجم إلى العربية نقل اقتباس المزمور من العبرية إلى العربية مباشرة، بينما ترجم نص العبرانيين من الترجمة السبعينية اليونانية إلى اللغة العربية.

ومعنى قوله »أذنيّ فتحت« جعلتني مطيعاً بالاختيار، فإن الأذُن هو العضو الدال على الطاعة. وهذه العبارة مأخوذة مما ورد في خروج 21:2 و5 »إذا اشتريت عبداً عبرانياً، فستَّ سنين يخدم، وفي السابعة يخرج حراً مجاناً. ولكن إن قال العبد: أحب سيدي. لا أخرج حراً. يقرّبه إلى الباب أو إلى القائمة ويثقب سيده أذنه بالمثقب، فيخدمه إلى الأبد«. فالكلمة الأزلي المسيح اتخذ جسداً باختياره وقدّم نفسه ذبيحة وكفّارة عن خطايانا من تلقاء ذاته. فإن جميع الذبائح التي كانت تشير إليه لم تكن كافية للتكفير عن الخطايا.

فعبارة النبي داود وعبارة بولس الرسول تتفقان على أن المسيح تجسّد للتكفير عن الخطايا باختياره. إذاً عبارة النبي داود صحيحة، وبولس الرسول أعرب عن المعنى الذي قصده الروح القدس، وفسّر المعنى العبري.

اعتراض على عبرانيين 10:9 و10 - هل نُسخت شريعة موسى؟

انظر تعليقنا على أفسس 2:15 و20

اعتراض على العبرانيين 11:13 - هل نحن غرباء؟

انظر تعليقنا على أفسس 2:19

اعتراض على العبرانيين 11:32 - هل جدعون وشمشون من أبطال الإيمان؟

انظر تعليقنا على قضاة 8:27 و16:30

قال المعترض: »جاء في عبرانيين 12:17 »فإنكم تعلمون أنه أيضاً لما أراد عيسو أن يرث البركة رُفض، إذ لم يجد للتوبة مكاناً، مع أنه طلبها بدموع«. ويناقض هذا ما جاء في 2بطرس 3:9 »لا يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ، لكنه يتأنى علينا، وهو لا يشاء أن يهلك أناس، بل أن يُقبِل الجميع إلى التوبة«.

وللرد نقول: تقول إحدى الآيتين إن مشيئة الله هي التوبة لجميع الناس. أما الآية الثانية فيستنتج منها القارئ السطحي أن عيسو (مع أنه طلب التوبة) لم يجد إليها سبيلاً. أما القارئ المدقق فلا يرى بين الآيتين تناقضاً. فالكلمة اليونانية للتوبة معناها تغيير الفكر أو تغيير القلب. وإذا ترجمنا عبرانيين 12:17 ترجمة حرفية يكون النص هكذا: »لما أراد عيسو أن يرث البركة رُفض. إذ لم يجد مكاناً لتغيير الفكر، مع أنه قد طلب هذا بالدموع«. والفكر الذي طلب عيسو تغييره هو فكر أبيه، وليس فكره هو. ونجد هذا واضحاً في تكوين 27:36-38 حيث يقول عيسو لأبيه »أَمَا بقيَتْ لي بركة؟« فكان جواب أبيه: »إني قد دعوته (أي يعقوب) سيداً لك، ودفعتُ إليه جميع إخوته عبيداً«. ثم يقول: »فماذا أصنع إليك يا بني؟« فقال عيسو لأبيه: »ألك بركة واحدة فقط يا أبي؟ باركني أنا أيضاً يا أبي«. ورفع عيسو صوته وبكى.

لقد أعطى إسحاق البركة ليعقوب، فكان غرض عيسو من التوسّل والبكاء أن يغيّر أبوه فكره فيسحب البركة من يعقوب ويعطيها له، أو على الأقل يعطيه بركة مثلها. ولكنه لم ينجح في تحقيق هذا الغرض. على أن عيسو لو كان قد طلب تغييراً في قلبه هو، لأمكنه الحصول على هذا. ويجوز لنا أن نعتقد أن عيسو قد تاب أخيراً هذه التوبة الشخصية وخلص. فليس المقصود بالكلام الوارد في عبرانيين 12:17 »التوبة« بمعنى الرجوع عن الخطية وطلب الخلاص في المسيح. وعليه فهذا النص لا ينفي الحقيقة المعزية المطمئنة أن الله لا يشاء أن يهلك الناس، بل أن يُقبل الجميع إلى التوبة.

الفصل التالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rozaletta
Admin
Admin
Rozaletta


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 20/11/2010

شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس   شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 2:58 pm

شبهات وهميَّة حول رسالة يعقوب

قال المعترض: »ذكر روجرز أن علماء البروتستانت لم يقبلوا رسالة يعقوب، وأن الدكتور بلس قال إنها ليست من كتابة الرسل. وقد قال مارتن لوثر إنها كالقش، أي لا يُعتدّ بها«..

وللرد نقول: من الأدلة على أن رسالة يعقوب من الكتب الموحى بها أنها كانت من كتب العهد الجديد التي تُرجمت في أواخر القرن الأول. ولو كان قادة الكنيسة الأولى المعروفون بالعدالة وبساطة الإيمان شكوا فيها لما جعلوها من الكتب التي كانوا يتعبّدون بتلاوتها، ولما اهتموا بترجمتها. فهي مقبولة منذ زمن الرسل، وقد استشهد بها المفسرون المسيحيون الأولون في مؤلفاتهم، فاقتبس منها أكليمندس أسقف روما مرّتين، واقتبس منها هرمس سبع مرات، واستشهد بها أوريجانوس وإيرونيموس وأثناسيوس والذين أتوا بعدهم. ولما التأمت المجامع العامة لم يشك أحد في أنها من الكتب الإلهية.

أما سبب رفض مارتن لوثر لرسالة يعقوب، فهو حكمه الخاطئ عليها بأنها »رسالة من قش.. إذ أنها خالية من الصبغة الإنجيلية«. ويرجع هذا الحكم الخاطئ إلى قصوره ونقص تقديره، فإنها تهتم بتقويم المؤمنين عملياً وواقعياً، ولكنها ليست مرجعاً عقائدياً. وقد ظنَّ أنها تناقض تعليم الرسول بولس عن التبرير بالإيمان. ولا تناقض بين بولس ويعقوب، فقد كانا على اتفاق يوم اجتمع المجمع الأول في أورشليم (أعمال 15). وهدف الرسول بولس بكتاباته إلى شرح طريق تبرير الخاطئ أمام الله، بينما هدف الرسول يعقوب إلى براهين تبرير المؤمن أمام ضميره وأمام غيره من الناس.

قال المعترض: »جاء في يعقوب 1:12 و13 »طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه. لا يقُلْ أحد إذا جُرِّب إني أُجرَّب من قِبَل الله، لأن الله غير مجرَّب بالشرور، وهو لا يجرِّب أحداً (بالشرور)«. ولكننا قرأنا عن بلايا كثيرة وتجارب أمر الرب بها للناس مثل الطوفان زمن نوح، وخراب سدوم وعمورة أيام إبراهيم ولوط. كيف يكون هذا؟«

وللرد نقول: هنا حديث عن ثلاث تجارب مختلفة: (1) تجربة المؤمن بالألم ليتنقّى. وفي هذا يقول الرسول: »احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة، عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً« (يعقوب 1:2 و3). وطوبى لمن يحتمل هذه التجربة لأنه إذا تزكى ينال إكليل الحياة.

(2) تجربة إبليس بالشر. وليس الله مصدر هذه التجربة، لأن الله غير مجرَّب بالشرور، وهو لا يجرِّب أحداً بالشرور. ونحن نصلي: »لا تدخلنا في تجربة« (متى 6:13).

(3) أما التجربة الثالثة والذي جاء الاعتراض عليها فهي عقاب الله للخطاة، كما حلَّ بهم في الطوفان وخراب سدوم وعمورة.

انظر تعليقنا على تكوين 22:1.

اعتراض على يعقوب 1:20 - هل الغضب نافع؟

انظر تعليقنا على مزمور 76:10

اعتراض على يعقوب 1:25 - هل الناموس حرية؟

انظر تعليقنا على غلاطية 4:24

اعتراض على يعقوب 2:24 - التبرير، بالإيمان أم بالأعمال؟

انظر تعليقنا على رومية 3:28

قال المعترض: »جاء في يعقوب 5:14 »أمريضٌ أحد بينكم؟ فليدْعُ شيوخ الكنيسة فيصلّوا عليه ويدهنوه بزيت باسم الرب«. ويعقوب تلميذٌ للمسيح، ولا يجوز له أن يصدر أحكاماً شرعيةً، لأن الذي يصدر الأحكام هو المسيح فقط«.

وللرد نقول: لا يوجد في يعقوب 5:14 حكم شرعي. نعم إنه يجوز للرسل الذين أيدهم الله بالمعجزات أن يسنّوا الأحكام الشرعية، ولكن لا يوجد في هذه الآية شيء من ذلك. والرسول يعقوب لا يغض النظر عن استخدام الأدوية للعلاج، بل يطلب استخدامها ويطلب بركة الله عليها.

وإذا قيل: لماذا خصَّ الزيت منها، قلنا كان الزيت مشهوراً عند اليهود وعند الشرقيين عموماً بخواصه الصحية، فكان المسافر يأخذ زيتاً معه، كما فعل السامري، فإنه لما رأى الجريح ضمد جراحاته وصبّ عليها زيتاً (لوقا 10:34).

الفصل التالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rozaletta
Admin
Admin
Rozaletta


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 20/11/2010

شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس   شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 2:59 pm

شبُهات وهميَّة حول رسالة بطرس الثانية

قال المعترض: »قال الدكتور بلس إن رسالة بطرس الثانية ليست من كتابة الرسل«.

وللرد نقول: أشار أكليمندس أسقف كنيسة روما ثلاث مرات إلى الأصحاح الثالث من هذه الرسالة، وتكلم هرمس عليها مرّتين، وتكلم عنها أثيناغورس وأثناسيوس وكيرلس أسقف أورشليم، واعتمد عليها مجمع لاودكية، وأبيفانيوس وإيرونيموس وروفينوس وأغسطينوس، وجميع العلماء الذين أتوا بعدهم.

ومن براهين صحة نسبتها إلى بطرس الرسول:

(1) جاء في 2بطرس 1:1 أن الكاتب هو سمعان بطرس عبد يسوع المسيح. ولا يخفى أن لوقا الإنجيلي قال عن هذا الرسول إنه سمعان بطرس، ويوحنا الرسول سماه بهذا الاسم في إنجيله أكثر من 17 مرة.

(2) قال في أصحاح 1:14 »عالماً أن خَلْعَ مسكني قريب، كما أعلن لي ربنا يسوع المسيح« والمسيح لم يعلن هذا لغير بطرس (يوحنا 21:19).

(3) يتَّضح من 2بطرس 1:16-18 أن كاتب هذه الرسالة كان مع المسيح على جبل التجلي، وشاهد عظمته وجلاله، وسمع صوت الآب من المجد الأسنى قائلاً: »هذا هو ابني الحبيب«. ولا يخفى أن بطرس كان مع المسيح على جبل التجلي مع يعقوب ويوحنا (متى 17:1 و2) فيلزم أن تكون هذه الرسالة لأحد هؤلاء الرسل. وبما أنها لم تُنسب إلى يعقوب ولا إلى يوحنا، يكون كاتبها هو بطرس الرسول. بل إن الرسول ذاته قال إنها الرسالة الثانية (أصحاح 3:1) وإنه كتبها إلى المؤمنين العبرانيين.

(4) قال كاتبها عن بولس إنه أخوه الحبيب (3:15 و16) ومدح رسائل بولس، فلو لم يكن رسولاً لما قال عن بولس إنه أخوه الحبيب.

(5) الذي يتأمل هذه الرسالة بتدقيق يرى الروح الرسولي ظاهراً فيها، ففيها نبوات عن المستقبل، وتحذير من المعلمين الكذبة، وحضٌّ على التقوى والقداسة.

(6) من تأمل في عبارات هذه الرسالة وجد تشابهاً بينها وبين عبارات الرسول الأولى، فذكر في الرسالة الأولى 3:20 الطوفان ولم يذكره أحد من الرسل في رسائله، وذكره في رسالته الثانية أيضاً 2:5. وذكر في كل من هاتين الرسالتين أنه نجا من الطوفان ثمانية أشخاص.

اعتراض على 2بطرس 3:9 - هل يريد الله خلاص الجميع؟

انظر تعليقنا على عبرانيين 12:17

الفصل التالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rozaletta
Admin
Admin
Rozaletta


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 20/11/2010

شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس   شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 3:00 pm

شبهات وهميَّة حول رسائل يوحنا الثلاث

قال المعترض: »جاء في 1يوحنا 1:8 »إن قلنا إنه ليس لنا خطية نُضِلُّ أنفسنا، وليس الحق فينا« ولكنه قال في 1يوحنا 3:6 و9 »كل من يثبت فيه لا يخطئ.. كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية«. وهذا تناقض«.

وللرد نقول: الذي يقول إنه لم يخطئ يخدع نفسه، لأنه سيظن أنه في غير حاجة إلى التوبة، لذلك يحضُّنا الرسول يوحنا على الرجوع إلى الله تائبين، ويقول: »إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم« (1يوحنا 1:9). ولكن المؤمن المولود من الله، الذي يثبت في المسيح »لا يخطئ« أي لا يستمر في الخطأ، بل عندما يخطئ يندم ويرجع إلى الله طالباً منه الغفران. والقول »لا يخطئ.. لا يفعل خطية« في اللغة اليونانية الأصلية (التي كُتب بها الإنجيل) هو في صيغة »المضارع المستمر«.

اعتراض على 1يوحنا 2:1 و2 - هل هو شفيع كل العالم؟

انظر تعليقنا على يوحنا 17:9

قال المعترض: »ورد في 1 يوحنا 2:2 عن المسيح »هو كفارة لخطايا كل العالم« ولكن ورد في أمثال 21:18 أن الأشرار يكونون كفارة لخطايا الأبرار«.

وللرد نقول: قال يوحنا إن الله أحب العالم حتى بذل ابنه فداءً عن كل من يؤمن به، لأن الجميع أخطأوا واحتاجوا إلى فادٍ كريم. ومعنى الأمثال 21:18 هو أن للصِدِّيق عند الله منزلة عظيمة، فينجّيه من مكائد الأشرار، ويوقعهم في الأشراك التي ينصبونها له. وقال الحكيم في 11:8 »الصِدّيق ينجو من الضيق، ويأتي الشرير مكانه«. وقد أنقذ الله بني إسرائيل من مكائد هامان بواسطة أستير ومردخاي، وعُلِّق هامان على الخشبة التي كان قد جهَّزها لصلب مردخاي. والمعترض يعرف أن الله أنقذ بني إسرائيل من يد فرعون، وأغرق جنوده في البحر الأحمر، وبهذا يظهر معنى قوله »الشرير فدية الصدّيق«. ولا مناسبة بين الآيتين، فكل منهما تعالج موضوعاً مختلفاً.

قال المعترض: »لا نفهم معنى ما جاء في 1يوحنا 4:2 و3 »بهذا تعرفون روح الله: كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله، وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله«.

وللرد نقول: القول »جاء في الجسد« يُراد به نفي ضلالة ظهرت زمن الرسول يوحنا، وتقول إن جسد المسيح لم يكن جسداً حقيقياً بل خيالياً، لأنهم كانوا يعتقدون أن المادة شر، فلا يمكن أن يكون الله قد تجسَّد في جسد مادي. ولما كانوا يؤمنون أن المسيح إله عللوا أعراضه الجسدية المذكورة في الإنجيل (من أنه أكل وشرب وتعب ونام واستيقظ ومات وقام) من قبيل التصوُّرات الخيالية التي لا وجود لها في الحقيقة. فإذا قيل لهم: كان المسيح يأكل الطعام، فكيف لا يجيء في الجسد؟ أجابوك: لم يأكل المسيح ولم يشرب حقيقة، ولكن شُبِّه لهم. وإذا قيل لهم كان المسيح ينام ويستيقظ. قالوا: كلا، بل شُبِّه لهم. وإذا قيل مات المسيح وقام، قالوا: لم يمُت حقيقة ولم يقُم. فدفعاً لشر هذه الضلالة أنذرنا الوحي على لسان يوحنا الرسول أن كل من يعترف أن المسيح جاء في الجسد، أي يعترف أن أعراضه الجسدية التي ذُكرت في الإنجيل حقيقة فهو من الله، وكل من ينكر أنه جاء في الجسد (أي ينكر أن أعراضه الجسدية كانت حقيقية) فليس من الله.

قال المعترض: »ورد في 1يوحنا 5:7 و8 »فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: »الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد. والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح والماء والدم، والثلاثة هم في الواحد«. فقال المفسرون المسيحيون إن أصل هذه العبارة هو: »فإن الذين يشهدون هم الروح والماء والدم، والثلاثة هم في الواحد«. أما القول: »في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد، والذين يشهدون في الأرض« فهي أُضيفت في وقت لاحق«.

وللرد نقول: من طالع ما كُتب على هذه العبارة من التفاسير تأكد حرص أهل الكتاب على كتابهم، وأنه لا يمكن لأحدٍ أن يزيد عليه أو يُنقص منه شيئاً. وقد ألف علماء المسيحيين على هذه العبارة المذكورة هنا الشيء الكثير. فقال فريق إنها من نوع »المدرج« الذي أُتي به للشرح والتفسير، واستدلوا على ذلك بأن هذه العبارة لم تُكتب في الأناجيل إلا بين قوسين، ولنورد بعض أدلتهم فنقول:

(1) قالوا إن هذه العبارة لم توجد في النسخ اليونانية التي كُتبت قبل القرن 16، وذلك بعد البحث في 149 نسخة فرأوها مثبتة في نسخ قليلة. ولكنها غير موجودة في أغلب النسخ.

(2) قالوا إنها لا توجد في نسخ العهد الجديد التي طُبعت بعد المراجعة الدقيقة.

(3) إنها لا توجد إلا في النسخ المترجمة إلى اللغة اللاتينية.

(4) إنها لا توجد في كل النسخ اللاتينية المكتوبة بخط اليد.

(5) لم ترد هذه العبارة في مؤلفات أحد أئمة اليونان أو في مؤلفات علماء المسيحيين الأولين.

(6) لم يستشهد بها أحد من أئمة الدين اللاتين.

(7) حذفها المصلحون البروتستانت، أو قالوا إنها موضع شك.

أما الفريق الذي يرى أن هذه العبارة جزء من نصّ الإنجيل فيقولون:

(1) إنها موجودة في الترجمة اللاتينية القديمة التي كانت متداولة في أفريقيا، وفي أغلب نسخ إيرونيموس. والترجمة اللاتينية هي من أقدم التراجم وأكثرها تداولاً.

(2) إنها موجودة في قانون الإيمان المعتبر في الكنيسة اليونانية وفي صلواتها الكنسية. أما نص قانون إيمان الكنيسة اليونانية فهو »إن الله حق أزلي خالق كل الأشياء، المنظورة وغير المنظورة، وكذلك الابن والروح القدس، وكلهم من جوهر واحد، فإن يوحنا الإنجيلي قال: »الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد«.

(3) إنها موجودة في الصلوات القديمة التي تتلوها الكنيسة اللاتينية في بعض الأعياد وفي عماد الأطفال.

(4) استشهد بها كثير من أئمة الدين اللاتين، ومنهم ترتليان في القرن الثاني، وكبريان في القرن الثالث، وإيرونيموس في القرن الرابع، والأساقفة الأفريقيون في أواخر القرن الخامس. وقد كتب ترتليان رسالة رد على براكسياس بخصوص الروح القدس، فقال: »إن المسيح قال إن المعزي يأخذ مما لي، كما أن الابن أخذ مما للآب. فارتباط الآب بالابن، والابن بالبارقليط يدل علي أن هؤلاء الأقانيم الثلاثة هم واحد. ولا شك أن هؤلاء الثلاثة هم واحد في الجوهر، وإن كانوا غير واحد في العدد«. فأشار بهذا القول إلى عبارة يوحنا. وكتب أوجينيوس أسقف قرطاجنة في أواخر القرن الخامس قانون الإيمان، وقدمه نحو 400 أسقفاً إلى هوناريك ملك الفاندال، وورد في هذا القانون: »من الظاهر للعيان أن الآب والروح القدس هم واحد في اللاهوت، وعندنا شهادة يوحنا البشير لأنه قال: »الذين يشهدون في السماء ثلاثة الآب والابن والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد«.

ومن الأدلة الداخلية على صحة هذه العبارة: أن سياق الكلام يستلزم وجودها ليتم المعنى، فلو حُذفت لكان المعنى ناقصاً كما يتضح مما يأتي:

»الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة« فقد شهد الآب للابن ثلاث مرات، الأولى لما أعلن أن يسوع هو »ابنه الحبيب« بعد معموديته (متى 3:17) وثانيةً عند التجلي (متى 17:5). وشهد له ثالثةً لما أرسل ملاكه ليقويه وقت آلامه في جثسيماني (لوقا 22:43).

وشهد الكلمة الأزلي ليسوع بحلول اللاهوت فيه جسدياً، فكان يعمل المعجزات الباهرة بقوته، ويقول للشيء: كن فيكون. وبحلول اللاهوت في جسده احتمل هذا الجسد الضعيف الفاني غضب الآب. وشهد الكلمة له أيضاً0 بأن أظلمت الدنيا ثلاث ساعات لما كان يسوع معلقاً على الصليب، وبزلزلة الأرض، وشقّ الصخور، وفتح القبور، وظهور أجسام القديسين في المدينة المقدسة بعد قيامة المسيح. فالكلمة الأزلية الذي به خلق الله العالمين لا يزال ضابطاً لكل شيء، فإن الكتاب شهد قائلاً: »به عمل العالمين، وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته« (عبرانيين 1:2 و3).

وشهد الروح القدس للمسيح بحلوله عليه عند عماده، وحلوله على رسله بعد صعوده، بل هو الذي نطق على لسان سمعان وحنة فشهدا للمسيح.

فيتضح مما تقدم أن الثلاثة في السماء شهدوا للمسيح، وهؤلاء الثلاثة هم كما قال الرسول واحد في موافقتهم على هذه الشهادة. ثم قال: »والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح والماء والدم، والثلاثة هم في الواحد«. والمراد بالروح هنا المواهب الفائقة الطبيعة التي منحها للمؤمنين، والمراد بهما الماء والدم اللذان خرجا من جنب الفادي، فإنه بعد موت جسده طعنه أحد الجند بحربة، فخرج ماء ودم.

وإذا قيل: كيف شهد الماء والدم بأن يسوع المصلوب هو المسيح؟

قلنا: إن الماء والدم كانا الواسطتين الضروريتين للتطهير والفداء في الناموس. »وكل شيء تقريباً يتطهَّر حسب الناموس بالدم، وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة« (عبرانيين 9:22). ولكن لم يكن التطهير بالدم فقط، بل بالدم والماء. قال الرسول بولس: »لأن موسى بعد ما كلم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس، أخذ دم العجول والتيوس مع ماء، ورشّ الكتاب نفسه وجميع الشعب« (عبرانيين 9:19). فكل غسلات الناموس وفدائه بالماء ودم الحيوان كانت رمزاً إلى تطهير الضمير بماء المعمودية وفداء الخطية بدم يسوع المسيح المسفوك على الصليب. فخروج الماء والدم من جنب المسيح بعد موته كان إعلاناً أن الفداء الحقيقي تمّ، وفُتح الينبوع للتطهير.

على أن عقيدة وجود ثلاثة أقانيم في اللاهوت مؤيَّدة في الكتاب المقدس من أوله إلى آخره بدون هذه الآية. يكفي قول المسيح له المجد: »فاذهبوا وتَلْمذوا جميع الأمم، وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس« ولم يقل »بأسماء«.

قال المعترض: »ذكر روجرز أن كثيرين من علماء البروتستانت لم يقبلوا رسالتي يوحنا الثانية والثالثة. ويقول الدكتور بلس إنهما ليستا من كتابة الرسل«.

وللرد نقول: أيَّد أئمة الدين المسيحي في العصور الأولى أن يوحنا كتبهما، فقد اقتبس إيريناوس في مؤلفاته من الرسالة الثانية واعتمد عليها أكليمندس أسقف الإسكندرية في الاعتقادات الدينية، وذكر أوريجانوس رسائل يوحنا الثلاث بكل الاعتبار، وقال ديونسيوس الإسكندري إن الرسالتين الثانية والثالثة هما ليوحنا الرسولي، واستشهد الإسكندر أسقف الإسكندرية بالرسالة الثانية في مؤلفاته، وتمسك بها أثناسيوس وكيرلس أسقف أورشليم، وأبيفانيوس وجيروم وروفينوس وجميع العلماء الذين أتوا بعدهم.

ومن دقق النظر في أسلوب تركيبهما ظهر له أنه يشبه أسلوب تأليف الرسالة الأولى، فأكَّد المحققون أن كاتب الجميع هو واحد، والأرجح أنهما كُتبتا في سنة 68 أو 69م وهو ذات تاريخ كتابة رسالته الأولى.

نعم لا يُنكر أن بعض الكنائس السريانية اشتبهت فيهما، وسبب ذلك أن الرسول قال: »أنا الشيخ« ولم يقل إنه رسول، فاشتبه عليهم الأمر. ولكن بطرس الرسول قال عن نفسه إنه شيخ (1بطرس 5:1) دون أن ينفي هذا رسوليته.

اعتراض على 2يوحنا 10 و11 - هل نرفض أحداً من دخول بيوتنا؟

انظر تعليقنا على غلاطية 6:10

الفصل التالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rozaletta
Admin
Admin
Rozaletta


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 20/11/2010

شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس   شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 3:01 pm

شبهات وهميَّة حول رسالة يهوذا

قال المعترض: »ذكر روجرز أن كثيرين من علماء البروتستانت لم يقبلوا رسالة يهوذا، وأن الدكتور بلس قال إنها ليست من كتابة الرسل«.

وللرد نقول: الأدلة على نسبة رسالة يهوذا إلى هذا الرسول عديدة، فهي مدوَّنة في السجلات المشتملة على كتب العهد الجديد، وأيّدها أكليمندس أسقف الإسكندرية وترتليان وأوريجانوس والأئمة الأعلام المتقدمون، واستشهدوا بها في مؤلفاتهم كما قال يوسيبيوس.

وبصرف النظر عن الأدلة الخارجية، فأقوالها تؤيد صحتها، إذ لا يصح صدورها إلا ممن كان رسولاً، لأنه حكم فيها على المضلّين، وحكم فيها ضد الذين لصقوا بالرذيلة مراعاةً للربح، وحثّ المسيحيين على التمسك بالتقوى.

أما اشتباه البعض فيها فسببه أنه ورد فيها الاستشهاد بأقوال أخنوخ السابع من آدم: »هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونةً على الجميع، ويعاقب جميع فجّارهم«. هذه هي نبوَّة أخنوخ. وبما أن أخنوخ ليس له كتاب، اشتبه البعض في رسالة يهوذا. ولكن نبوَّة أخنوخ هذه كانت متواترة عند اليهود. وإذا فُرض أنه كان لأخنوخ النبي كتاب غير مُدرج ضمن الكتب المقدسة، فالاستشهاد ببعضه لا يخل بالرسالة التي اقتبست منه، فقد استشهد بولس الرسول بأقوال شعراء أثينا لتفهيم اليونان الإله الحي الحقيقي (أعمال 17:28) واستشهد بقول الشاعر مناندر (1كورنثوس 15:33) واستشهد بأبيمنيدس (تيطس 1:12). فإذا كانت الأشياء المستشهَد بها حقيقية، فلا مانع من الاستشهاد بها.

الفصل التالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Rozaletta
Admin
Admin
Rozaletta


عدد المساهمات : 576
تاريخ التسجيل : 20/11/2010

شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس   شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 21, 2010 3:03 pm

حول سفر الرؤيا

قال المعترض: »ذكر روجرز كثيرين من علماء البروتستانت الذين لم يقبلوا رؤيا يوحنا اللاهوتي، وقال إن أسلوب كتابتها لا يدل على أن الرسول يوحنا هو كاتبها«.

وللرد نقول: (1) تمسّك المسيحيون الأولون برؤيا يوحنا، ومع ذلك فقد شكَّ البعض فيها في القرن الثالث بسبب بعض الآراء حول مُلك المسيح الألفي. ومع ذلك قال العلامة إسحاق نيوتن إن الأدلة والبراهين على صحة سفر الرؤيا هي أكثر وأفر من الأدلة لتأييد أي كتاب من الكتب الإلهية. وقال أحد العلماء: »من تتبع عبارات الرؤيا أكَّد أنها وحي الهي، وأنها بمنزلة تتمَّة لنبوات دانيال«.

(2) وهناك أدلة خارجية تؤيد صحة نسبة هذا السفر إلى الرسول يوحنا، منها شهادات علماء القرن الأول، ومنهم أغناطيوس (107م) الذي استشهد في مؤلفاته بثلاث آيات من هذا الكتاب. وفي سنة 108م اقتبس بوليكاربوس عبارات منها في رسالته التي وصلت إلينا. وفي وقت استشهاده عندما دنت النار منه صلى بما ورد في 11:17 منها. وكذلك تمسك بها بابياس (116م).. وشهد لها علماء القرن الثاني، فكان جستن الشهيد (140م) متمسكاً بها، وكتب جيروم شروحاً وتفاسير عليها، وكتب ميليتو أسقف ساردس (177م) تفسيراً عليها. وكثيراً ما قال إيريناوس أسقف ليون في فرنسا (178م) في مؤلفاته إن سفر الرؤيا هو ليوحنا تلميذ الرب، واتفق هذا الفاضل مع بوليكاربوس.. ومن شهادات علماء القرن الثالث شهادات هيبوليتوس (220م) فإنه ألّف كتابين دفاعاً عن سفر الرؤيا، وكثيراً ما استشهد بها أوريجانوس (230م) في مؤلفاته، وقال إنها كتابة يوحنا الرسول. وفي القرن الرابع كانت الكنائس اللاتينية بدون استثناء تتعبد بتلاوتها، وشهد جيروم الذي كان مشهوراً بالتحقيق والتدقيق في ذلك العصر أنها وحي إلهي، وحذا حذوه علماء الكنيسة الغربية والكنيسة اليونانية والكنيسة السورية. فجميع المسيحيين وأئمتهم اعتقدوا بأن الرؤيا وحي، وأن كاتبها هو يوحنا الرسول، وذلك بالسند المتصل من القرن الأول إلى الرابع. ومن بعد القرن الرابع كانت الكنائس المسيحية قد تأسست في أنحاء الدنيا، حتى بلغت الكتب الإلهية مبلغ التواتر.

(3) وهناك أدلة داخلية على أن السفر من وحي الله ليوحنا، منها أنه يطابق باقي الكتب الإلهية في تعاليمه، فهو يحتوي على 404 آية، 275 منها من العهد القديم. ثم أن رفعة معانيه واستعاراته هي من البراهين على أنه وحي، ففي كلمة الله يُنظر إلى سمو المعنى بصرف النظر عن زخرفة الألفاظ اللغوية، فإن العلماء الراسخين يطلبون براهين داخلية على صدق الوحي، كتحقيق النبوات، وموافقة تعاليم السفر مع سائر الكتب الإلهية. وهذه الشروط اللازمة لصدق الوحي متوفرة في سفر الرؤيا، فجزموا بأنها وحي إلهي. ويطابق أسلوب الرؤيا أسلوب إنجيل يوحنا ورسائله، وأوضح بعض العلماء أوجه المشابهة في أسلوب التركيب وفي العبارات.

(4) وكان ديونسيوس الإسكندري أول من اعترض على كتاب الرؤيا، فقال إن كاتبه شخص اسمه يوحنا، أحد مشايخ كنيسة أفسس. ولنورد اعتراضاته ونرد عليها:

(أ) قال المعترض: لم يذكر يوحنا الرسول اسمه في إنجيله ولا في رسائله، مع أنه في الرؤيا ذكر اسمه.

وللرد نقول: مع أن الرسل لم يذكروا أسماءهم في الأناجيل، ولم يذكر الرسول بولس اسمه في العبرانيين، إلا أن الإجماع والتواتر هما من الأدلة القوية على صحة نسبتها إليهم. ومع أن يوحنا لم يذكر اسمه في إنجيله، إلا أنه وصف نفسه بالأوصاف المميزة له، الدالة على أنه هو يوحنا. أما سبب عدم ذكر اسمه في رسائله فهو أن الأشخاص الذين أرسل إليهم هذه الرسائل كانوا يعرفون مصدرها وكاتبها. ثم بما أن الرؤيا تشتمل على نبوات عن أمور مستقبلة ذكر اسمه لتأكيد الرؤيا وأنه لابد من حصولها.

(ب) وقال المعترض: مع أن كاتب الرؤيا قال إنه يوحنا، لكنه لم يردف اسمه بلقب »الرسول«.

وللرد نقول: بما أنه كتب الرؤيا من جزيرة بطمس إلى السبع الكنائس، فلابد أن هذه الكنائس كانت تعرفه. وزد على هذا قوله إنه كان في ضيق بسبب كلمة الله وشهادة يسوع المسيح. وكانت الكنائس تعرف أنه نُفي إلى تلك الجزيرة حيث قاسى الاضطهاد بسبب كلمة الله. فلا لزوم إلى زيادة الإيضاح، فالرسول يوحنا لا يحتاج إلى تعريف.

(ج) وقال المعترض: لم يرد في الرؤيا ذكرٌ لرسائله السابقة.

وللرد نقول: جرت عادة الرسل أن لا يشيروا في رسائلهم إلى كتاباتهم السابقة، فلم يشر بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية إلى رسائله السابقة، مع أنه كان قد أرسل غيرها إلى الكنائس.

(د) وقال المعترض: توجد مشابهة بين إنجيل يوحنا وبين رسائله في أسلوب التركيب، ولكن لا توجد مشابهة بين إنجيله وبين الرؤيا.

وللرد نقول: إذا ثبت عدم وجود مشابهة في العبارة فسببه اختلاف الموضوع، فإن أسلوب الأخبار غير أسلوب النبوَّة. على أنه قد ثبت بعد التحري أن الأسلوب واحد، ولا بد أن كاتب إنجيل يوحنا هو كاتب الرؤيا.

(هـ) وقال المعترض: لغة إنجيل يوحنا ورسالته فصيحة، مما يدل على أن كاتبها متضلّع في اليونانية، بخلاف لغة الرؤيا.

وللرد نقول: قرر العلماء الراسخون في اليونانية أن اللغة في الجميع واحدة. ولو سلّمنا جدلاً بوجود فرق، لقلنا إن يوحنا كتب الإنجيل في سنة 68 وفي رواية أخرى 97م. أما الرؤيا فقد كتبها وهو منفيّ، وحالما شاهد الرؤيا دوَّنها. ومعروف أن أسلوب الكاتب يختلف إن اختلفت ظروف حياته.

(و) وقال المعترض: عبارات هذا الكتاب مبهمة غير مفهومة.

وللرد نقول: إنها رؤيا، وهي تشتمل على نبوات، واصطلاحات النبوات تحتاج إلى نظر وفكر، لأن عباراتها بالرموز والاستعارات، مثل نبوات دانيال. والمسيح صدَّق على نبوات دانيال كما في متى 24:15. فوجود اصطلاحات النبوات فيها دلالة على صحتها.

ومن السهل على تلميذ الكتاب المقدس أن يفهم سفر الرؤيا، فمفتاح فهم الرؤيا موجود في العهد القديم. فالرؤيا (كما قلنا) 404 آية، 275 آية منها مأخوذة من العهد القديم.

اعتراض على رؤيا 1:5 - من أول من قام من الأموات؟

انظر تعليقنا على أعمال 26:23

قال المعترض: »ورد في الرؤيا 1:11 »أنا الألف والياء، الأول والآخِر« ولكن كريسباخ وشولز متفقان على أن التعبير »الأول والآخِر« أُضيف في ما بعد«.

وللرد نقول: تعبير »الألف والياء« هو نفسه التعبير »الأول والآخِر« و»البداية والنهاية« لأن المعنى واحد.

قال المعترض: »جاء في رؤيا 2:8 أن المسيح هو الأول والآخِر، ولكن جاء في رؤيا 3:14 أنه »بداءة خليقة الله«.

وللرد نقول: المسيح هو الأول والآخِر، لأنه »في البدء كان الكلمة« (يوحنا 1:1) وسيجيء ثانية ليدين الأحياء والأموات بحكمه العادل. وبداءة خليقة الله بمعنى أنه رأس خليقة الله، وأصل الخليقة ومُبدعها، لأن »كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان« (يوحنا 1:3).

قال المعترض: »جاء في رؤيا 2:26-28 »من يغلب ويحفظ أعمالي إلى النهاية فسأعطيه سلطاناً على الأمم، فيرعاهم بقضيب من حديد كما تُكسَرُ آنية من خزف، كما أخذْتُ أنا أيضاً من عند أبي. وأعطيه كوكب الصبح«. فمن هو موضوع هذه النبوَّة؟«.

وللرد نقول: موضوع هذه النبوَّة يستمد قوته وسلطانه من المسيح، جزاءً له على تمسُّكه بوصايا المسيح وحفظه أعماله إلى النهاية، وبالتالي كان مقامه دون مقام المسيح. وكل من يراجع أصحاحي 2 و3 من سفر الرؤيا يجد أن المتكلم هو المسيح، الذي يشجِّع أعضاء الكنائس السبع على الغلبة، ويعد من يغلب منهم بأحسن الجزاء. وكرر ذلك سبع مرات، وهو يتكلم كلاماً عمومياً لترغيب شعبه في الغلبة، لا بالسيف، بل غلبة الخطية والجسد والعالم والشيطان.

قال المعترض: »جاء في الرؤيا 3:14 »يسوع المسيح بداءة خليقة الله«. وهذا يعني أن المسيح هو خليقة الله، الذي خلقه أول من خلق«.

وللرد نقول: معنى هذه الآية أن المسيح أصل خليقة الله، لأن بداءة الشيء هي أصله ومصدره. وفي اليونانية هي كلمة »أرخي« بمعنى رأس أو مصدر أو أصل. فليس المسيح هو أول مخلوق، بل أصل الخليقة.

راجع تعليقنا على كولوسي 1:15

قال المعترض: »كلام يوحنا مملوء بالمجاز، قلّما تخلو فقرة لا يحتاج فيها إلى تفسير. مثال ذلك ما جاء في الرؤيا 12:1-7: »وظهرت آية عظيمة في السماء، امرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من 12 كوكباً، وهي حبلى تصرخ متمخّضة ومتوجّعة لتلد. وظهرت آية أخرى في السماء: هوذا تنين عظيم أحمر له سبعة رؤوس وعشرة قرون، وعلى رؤوسه سبعة تيجان، وذَنَبه يجرّ ثُلث نجوم السماء، فطرحها إلى الأرض. والتنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت. فولدت ابناً ذكراً عتيداً أن يرعى جميع الأمم بعصاً من حديد. واختُطف ولدُها إلى الله وإلى عرشه، والمرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع مُعَدٌّ من الله لكي يعولوها هناك 1260 يوماً. وحدثت حرب في السماء: ميخائيل وملائكته حاربوا التنينَ، وحارب التنينُ وملائكتُه«.

وللرد نقول: (1) هذه كتابة نبوية تُفَسَّر بمقارنتها بغيرها من أقوال الكتاب المقدس، فيظهر أن المرأة ترمز إلى شعب الله، أي الكنيسة التي تُشبَّه بعروس، والمسيح بعريس. وهي متوشحة بشمس برّ المسيح، وتضيء بأشعته. فيُنسب إليها بِرُّ المسيح بالإيمان به.

(2) »القمر تحت رجليها« يرمز إلى العالم، فهي تقف عليه ولكنها فوقه، يعني أن آمالها وأعمالها رفيعة سماوية وليست أرضية فانية.

(3) »وعلى رأسها إكليل من 12 كوكباً« يعني أنها متمسكة بتعاليم الإنجيل كما علمها الاثنا عشر رسولاً، وهذه التعاليم هي تاج مجد كل مؤمن.

(4) قوله »تصرخ متمخّضة« يعني أنها متألمة من ابتعاد الناس عن المسيح، وتتمنّى أن تلد ذرّية له بهداية الخطاة من الظلمة إلى نور الهدى.

(5) عدو الكنيسة، وهو مملكة روما الوثنية، التي كانت ترسم على ألويتها صورة تنين، ووصفها النبي أيضاً بتنين عظيم إشارة إلى شدة البأس، وعبّر عن قسوته بأن لونه أحمر.

(6) »له سبعة رؤوس« يرمز إلى مدينة روما الوثنية المبنية على سبعة جبال.

(7) »عشرة قرون« هي أقسام هذه المملكة العشرة، فإن أوغسطس قيصر قسمها إلى عشرة أقسام.

(Cool »على رؤوسه سبعة تيجان« هم سبعة ملوك، وقد فسر الرسول ذلك كما في (17:10).

(9) »ذَنَبه يجر ثُلث نجوم السماء فطرحها إلى الأرض« يرمز إلى اضطهاده للمسيحيين.

(10) »وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت« يعني أنه بذل الجهد في منع نمو المسيحية، وحاول استئصالها.

(11) »ولدت ابناً ذكراً« (آية 5) ظنَّه البعض قسطنطين، الذي أوقف الاضطهادات التي حلّت بشعب الله، وجعل الديانة المسيحية ديانة مملكته. وقال آخرون إنه يرمز إلى شعب الله الحقيقي، فإنهم يرعون جميع الأمم بعصا من حديد، ويدينون العالم بتعاليمهم وقدوتهم وسيرتهم.

(12) حصلت عناية بهذا الولد، فإنه اختُطِف إلى الله وإلى عرشه، فصار تحت حمايته القوية. وقد كانت الديانة المسيحية تحت عناية الله العظيم من مبدأ الأمر.

(13) »المرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع مُعَدّ من الله لكي يعولوها هناك« هو أن الله حفظ الكنيسة وقت اضطهاداتها، وتكفّل بسلامتها، وكانت شدائدها هذه لمدة من الزمن.

فالمسيحيون يقارنون أقوال الكتاب ببعضه ويفسرونها. ولا ينكر أن سفر الرؤيا استعمل في أقوال النبوات استعارات وتشبيهات، غير أنها مفسَّرة في الكتاب المقدس، كما قلنا إن سفر الرؤيا 404 آية، 275 آية منها مقتبسة من العهد القديم.

انتهى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» معلومات قياسية فى الكتاب المقدس
» أين يقول الكتاب المقدس أن يسوع قال أنه الله
» هل توجد آيات صريحة فى الكتاب المقدس تذكر لاهوت المسيح؟ يسرنا إيراد بعض منها..
» الروح القدس حارس للكتاب المقدس
» ظهور النور المقدس من قبر السيد المسيح 3-4-2010

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الحق والحياة :: القسم الديني :: قسم الرد على الشبهات في المسيحية-
انتقل الى: